هذه الوثائق قد انتزعت خلسة من كتاب ضخم فيه محاضر خطب، و قد وجدها صديقى فى مكاتب بمركز قيادة جمعية صهيون القائم الآن فى فرنسا.
إن فرنسا قد أجبرت تركيا على منح امتيازات لجميع المدارس والمؤسسات الدينية لكل الطوائف: مادامت هذه المدارس والمؤسسات خاضعة لحماية الدبلوماسيين فى آسيا الصغرى.
و لا ريب أن هذه الامتيازات لا تتمتع بها المدارس والمؤسسات الكاثوليكية التى طردتها من فرنسا حكومتها السابقة. هذه الحقيقة تثبت بلا ريب أن دبلوماسية المدارس الدريفوسية Dreyfus ((الكابتن دريفوس كان ضابطاً فى الجيش الفرنسى، اتهم فيه بتهمة الخيانة العظمى سنة 1894 و أحدثت قضيته رجة فى أهل أوروبا و أمريكا و روسيا و بخاصة فرنسا, و حاول اليهود بكل ما لديهم من وسائل علنية و سرية إنقاذه، و لكن حكم عليه بالنفى المؤبد من فرنسا، ثم تصدى لنقض الحكم كثيرون، منهم الكاتب الفرنسى المشهور (اميل زولا) إذ نشر فى جريدة (الأورور) فى 13 يناير سنة 1889 خطاباً بعنوان (اني أتهم) و أعقبه بمثله، و عمل اليهود بكل ما لديهم من نفوذ لتبرئة دريفوس، و لكن المحكمة قبلت إعادة النظر فى القضية, و قضت بحبسه عشر سنوات بدل النفى، ثم لم يزل اليهود بكل وسائلهم يعملون على تغيير الحكم، فنجحوا، و فى 12 يوليو سنة 1902 قررت محكمة النقض بطلان الحكم السابق و تبرئة دريفوس و إعادته الى الجيش العامل, فسر اليهود بذلك سروراً بالغاً. رغم ما نالوا من عناء و بذلوا من تضحيات طاهرة و نجسة فى الحصول على ذلك. والمراد بالمدارس الدريفوسية هنا المدارس التى لا تهتم الا بخدمة اليهود. و قد صدرت البروتوكولات قبل تبرئة دريفوس. (انظر كتاب: "يقظة العالم اليهودى" ص 74 - 87) لا تهتم الا بحماية مصالح صهيون. و إنها تعمل على استعمار آسيا الصغرى باليهود الفرنسيين. إن صهيون تعرف دائماً كيف تحرر النفوذ لنفسها عن طريق ما يسميهم التلمود (البهائم العاملة) التى يشير بها الى جميع الأمميين.
و يستفاد من الصهيونية اليهودية السرية أن سليمان والعلماء اليهود من قبل قد فكروا سنة 929 ق. م فى استنباط مكيدة لفتح كل العالم فتحاً سليماً لصهيون.
و كانت هذه المكيدة تنفذ خلال تطورات التاريخ بالتفصيل، وتكمل على أيدى رجال دربوا على هذه المسألة. هؤلاء الرجال العلماء صمموا على فتح العالم بوسائل سلمية مع دهاء الأفعى الرمزية التى كان رأسها يرمز الى المتفقهين فى خطط الإدارة اليهودية, و كان جسم الأفعى يرمز الى الشعب اليهودى- و كانت الإدارة مصونة سراً عن الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها. وحالما نفذت هذه الأفعى فى قلوب الأمم التى اتصلت بها سربت من تحتها, والتهمت كل قوى غير يهودية فى هذه الدول. و قد سبق القول بأن الأفعى لابد أن تكمل عملها معتصمة اعتصاماً صارماً بالخطة الموسوية حتى يغلق الطريق الذى تسعى فيه بعودة رأسها الى صهيون ((هذه نبوئة نيلوس بقيام "اسرائيل" قبل قيامها بنحو نصف قرن)) و حتى تكون الأفعى بهذه الطريقة قد أكملت التفافها حول أوروبا وتطويقها إياها, وتكون لشدة تكبيلها أوروبا قد طوقت العالم أجمع. وهذا ما يتم إنجازه باستعمال كل محاولة لإخضاع البلاد الأخرى بالفتوحات الاقتصادية.
إن عودة رأس الأفعى الى صهيون لا يمكن أن تتم إلا بعد أن تنحط قوى كل ملوك أوروبا ((لقد تم ما أراد اليهود، و تحقق ما تنبأ به نيلوس و هو سقوط الملكيات فى البلاد الأوروبية الملكية عقب الحربين العالميتين كروسيا و أسبانيا و إيطاليا))، أى حينما تكون الأزمات الاقتصادية و دمار تجارة الجملة قد أثرا فى كل مكان. هناك ستمهد السبيل لإفساد الحماسة والنخوة و للانحلال الأخلاقى و خاصة بمساعدة النساء اليهوديات المتنكرات فى صور الفرنسيات والإيطاليات و من إليهن. إن هؤلاء النساء أضمن ناشرات للخلاعة والتهتك فى حياة المتزعمين على رءوس الأمم ((ليلاحظ أن كثيراً من زعماء الأمم والمشهورين فيها كالعلماء والفنانين والأدباء و قادة الجيوش ورؤساء المصالح والشركات لهم زوجات أو خليلات أو مديرات لمنازلهم من اليهوديات، يطلعن على أسرارهم ويوجهن عقولهم وجهودهم لمساعدة اليهود أو العطف عليهم أو كف الأذى عنهم, و هن سلاح يعد أخطر الأسلحة)).
والنساء فى خدمة صهيون يعملن كأحابيل و مصايد لمن يكونون بفضلهن فى حاجة الى المال على الدوام. فيكونون لذلك دائماً على استعداد لأن يبيعوا ضمائرهم بالمال. و هذا المال ليس إلا مقترضاً من اليهود، لأنه سرعان ما يعود من طريق هؤلاء النسوة أنفسهم الى أيدى اليهود الراشين، و لكن بعد أن اشترى عبيداً لهدف صهيون من طريق المعاملات المالية ((كان اليهود يشترون الأراضى من عرب فلسطين بأثمان غالية، ثم يسلطون نساءهم و خمورهم على هؤلاء العرب حتى يبتزوا منهم الأموال التى دفعوها لهم، و على هذا النحو و أمثاله يعملون فى كل البلاد)).
و ضرورى لمثل هذا الإجراء أن لا يرتاب الموظفون العموميون و لا الأفراد الخصوصيون فى الدور الذى تلعيه النسوة اللاتى تسخرهن يهود، و لذلك أنشأ الموجهون لهدف صهيون - كما قد وقع فعلاً - هيئة دينية: قوامها الأتباع المخلصون للشريعة الموسوية و قوانين التلمود، و قد اعتقد العالم كله أن حجاب شريعة موسى هو القانون الحقيقي لحياة اليهود ((يجب أن يلاحظ أن الشريعة الموسوية لا يرعاها اليهود إلا بين بعضهم و بعض، و لهم فى معاملة الأمميين الغرباء عنهم طريقة خاصة، فهم ينظرون إليهم كالحيوانات تماماً و لا يرعون لهم حرمة، و أكثرهم يلتزم شريعة التلمود اليهودية و هى شريعة أشد وحشية و إجراماً من شريعة الغاب))، و لم يفكر أحد أن يمحص أثر قانون الحياة هذا، و لاسيما أن كل العيون كانت موجهة نحو الذهب الذى يمكن أن تقدمه الطائفة، و هو الذى يمنح هذه الطوائف الحرية المطلقة فى مكايدها الاقتصادية والسياسية.
و قد وضح رسم طريق الأفعى الرمزية كما يلى:
كانت مرحلتها الأولى فى أوروبا سنة 429 ق. م فى بلاد اليونان حيث شرعت الأفعى أولاً فى عهد بريكليس Pericles تلتهم قوة تلك البلاد.
و كانت المرحلة الثانية فى روما فى عهد أغسطس Augustus حوالى سنة 69 ق. م.
والثالثة فى مدريد فى عهد تشارلس الخامسCharle IV سنة 1552 م.
والرابعة فى باريس حوالى 1700 فى عهد لويس السادس عشر.
والخامسة فى لندن سنة 1814 و ما تلاها (بعد سقوط نابليون)
والسادسة فى برلين سنة 1871 م بعد الحرب الفرنسية الروسية.
والسابعة فى سان بطرسبرج الذى رسم فوقها رأس الأفعى تحت تاريخ 1881 م.
كل هذه الدول التى اخترقتها الأفعى قد زلزلت أسس بنيانها، وألمانيا مع قوتها الظاهرة - لا تستثنى من هذه القاعدة. وقد أبقى على انجلترا وألمانيا من النواحى الاقتصادية, و لكن ذلك موقوت ليس إلا, الى أن يتم للأفعى قهر روسيا التى قد ركزت عليها جهودها فى الوقت الحاضر ((هذه نبوئة من نبوءات الأستاذ نيلوس بسقوط القيصرية, و قيام الشيوعية اليهودية الماركسية بدلها على الصورة التى رسمتها البروتوكولات. وليس الاختلاف بين الصورتين إلا الاختلاف الذى يجب أن ينتظر فى تنفيذ المؤامرة قبل إتمامها و بعده. ولا يمكن أن تتفق الصورتان التمهيدية والنهائية و إن كانت ملامح التمهيدية واضحة فى النهائية وضوح ملامح الطفل فى الرجل. "والطفل أبو الرجل كما يقول الشاعر الإنجليزى وورد زورث)) والطريق المستقبل للأفعى غير ظاهر على هذه الخريطة, و لكن السهام تشير الى حركتها التالية نحو موسكو و كييف و أودسا.
و نحن نعرف الآن جيداً مقدار أهمية المدن الأخيرة من حيث هى مراكز للجنس اليهودى المحارب. و تظهر القسطنطينية ((إن الأفعى اليهودية فى طريقها الى أورشليم (القدس) قد مرت على القسطنطينية فدمرت الخلافة الإسلامية, ولم يكن مفر لها من تدميرها قبل الوصول الى أورشليم و إقامة دولة اسرائيل والمتتبعون لأحوال تركيا قبل سقوط الخلافة, و بعد قيام مصطفى كمال أتاتورك بالحكم التركى اللادينى وانحياز تركيا الى اسرائيل ضد العرب فى كل المواقف السياسية يلمسون اليد اليهودية فى توجيه سياسة تركيا. وهذه نبوءة من نبوءات الأستاذ نيلوس)) كأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها الى أورشليم (القدس). و لم تيق أمام الأفعى إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها بضم رأسها الى ذيلها.
و لكى تتمكن الأفعى من الزحف بسهولة فى طريقها, اتخذت صهيون الإجراءات الآتية لغرض قلب المجتمع و تأليب الطبقات العاملة.
نظم الجنس اليهودى أولا الى حد أنه لن ينفذ اليه أحد, و بذلك لا تفشى أسراره. و مفروض أن الله نفسه قد وعد اليهود بأنهم مقدر لهم أزلاً أن يحكمون الأرض كلها فى هيئة مملكة صهيون المتحدة, و قد أخبرهم بأنهم العنصر الوحيد الذى يستحق أن يسمى إنساناً. ولم يقصد من كل من عداهم إلا أن يظلوا (حيوانات عاملة) و عبيداً لليهود, وغرضهم هو إخضاع العالم، و إقامة عرش صهيون على الدنيا ((خير مرجع للقارىء العربى فى ذلك كتاب العهد القديم والتلمود, وأقرب له منهما وأبسط و أسهل فهماً كتيب فى 166 صفحة - للأستاذ بولس حنا مسعد, عنوانه "همجية التعاليم الصهيونية" وهو من أخطر الكتب الصغيرة بخاصة فى الكشف عن همجية الديانات اليهودية)) و قد تعلم اليهود أنهم فوق الناس Supermen و أن يحفظوا أنفسهم فى عزلة عن الأمم الأخرى جميعاً. و قد أوحت هذه النظريات الى اليهود فكرة المجد الذاتى اعنصرهم. بسبب أنهم أبناء الله حقاً.
و قد وطدت الطريقة الاعتزالية لحياة جنس صهيون توطيداً تاماً نظاماً (الكاغال Kaghal) الذى يحتم على كل يهودى مساعدة قريبه، غير معتمد على المساعدة التى يتلقاها من الإدارات المحلية التى تحجب حكومة صهيون عن أعين إدارات الدول الأمميية التى تدافع دائماً بدورها دفاعاً حماسياً عن الحكومة اليهودية الذاتية، ناظرين الى اليهود خطاً كأنهم طائفة دينية محضة، و هذه الأفكار المشار إليها قبل - و هى مقررة بين اليهود - قد أثرت تأثيراً هاماً فى حياتهم المادية. فحينما نقراً هذه الكتب مثل:
(Gopayon ) 14 , page 1 , ( Gaizar, ) page 81 ,
( XXXVI' . Ebamot, ) 98, XXV . Ketubat 36,
( XXXVI- Pandrip ) 746. XXX Kandushin, ) 641.
و هذه كلها مكتوبة لتمجيد الجنس اليهودى - نرى أنها فى الواقع تعامل الأمميين (غير اليهود) كما لو كانوا حيوانات لم تخلق إلا لتخدم اليهود. و هم يعتقدون أن الناس و أملاكهم بل حياتهم ملك لليهود، و أن الله رخص لشعبه المختار أن يسخرهم فيما يفيده كما يشاء.
و تقرر شرائع اليهود أن كل المعاملات السيئة للأمميين تغفر لهم فى رأس سنتهم الجديدة، كما يمنحون فى اليوم ذاته أيضا العفو عن الخطايا التى سيرتكبونها فى العام القادم.
و قد عمل زعماء اليهود كأنهم (وكالة استفزاز) فى الحركات المعادية للسامية Anti-Semitism بسماحهم للأمميين أن يكتشفوا بعض أسرار التلمود، لكى يثير هؤلاء الزعماء بغضاء الشعب اليهودى ضد الأمميين.
و كانت تصريحات عداوة السامية مفيدة لقادة اليهود، لأنها خلقت الضغينة فى قلوب الأمميين نحو الشعب الذى كان يعامل فى الظاهر معاملة سيئة، مع أن تشيعاتهم و أهواءهم كانت مسجلة فى جانب صهيون.
و عداوة السامية Anti-Semitism والتى جرت الاضطهاد على الطبقات الدنيا من اليهود - قد ساعدت قادتهم على ضبط أقاربهم و إمساكهم إياهم فى خضوع. و هذا ما استطاعوا لزاماً أن يفعلوه لأنهم دائماً كانوا يتدخلون فى الوقت المناسب لإنقاذ شعبهم الموالى لهم. و ليلاحظ أن قادة اليهود لم يصابوا بنكبة قط من ناحية الحركات المعادية للسامية، لا فى ممتلكاتهم الشخصية و لا مناصبهم الرسمية فى إدارتهم.
و ليس هذا بعجيب مادام هؤلاء الرءوس أنفسهم قد وضعوا (كلاب الصيد المسيحية السفاكة) ضد اليهود الأذلاء. فمكنتهم كلاب الصيد السفاكة من المحافظة على قطعانهم، و ساعدت بذلك على بقاء تماسك صهيون.
واليهود - فيما يرون أنفسهم - قد وصلوا فعلاً الى حكومة عليا تحكم العالم جميعاً، و هم الآن يطرحون أقنعتهم عنهم بعيداً.
و لا ريب فى أن القوة الفاتحة الغازية الرئيسية لصهيون تكمن دائماً فى ذهبهم، و هم لذلك إنما يعملون ليعطون هذا الذهب قيمة.
و لا يعلل سعر الذهب المرتفع إلا بتداول الذهب خاصة ((من الأسس الاقتصادية المعتمدة نظرية تقوم كل الأشياء بالذهب و هى خاطئة، لأن الذهب ليس إلا مقوماً، و إن مقدرة الدولة الاقتصادية لا تقوم بما عندها من الذهب - و إن كان هذا ما يريد أن يؤكده اليهود - لكن مقدرة كل دولة تقاس بمنتجاتها و خيراتها التى تقدمها للعالم و لو لم تملك من الذهب شيئاً، فالدول التى تعمل على تكديس الذهب لمجرد الذهب دون الاعتماد على منتجاتها الأخرى، دول جاهلة مخطئة تسىء الى منزلتها و حياتها))، و لا يعلل تكدسه فى أيدى صهيون إلا بأن اليهود قادرين على الربح من الأزمات الدولية الاقتصادية، كى يحتكروا الذهب، و هذا ما يبرهن عليه تاريخ أسرة روتشيلدRothschild المنشور فى باريس فى (الليبر بارولLibre Prole) ((فى أواخر القرن التاسع عشر انتشرت فى فرنسا دعوة عداوة السامية والمراد بها أولاً مقاومة اليهود، و كان من أشد الموقدين لنارها فى فرنسا كاتب فرنسى اسمه إدوار بريريمون بكتاب نشره عنوانه "فرنسا اليهودية" بين فيه نظرية خصومة اليهود و فساد الحياة الفرنسية و انحلالها بتأثيرهم، ثم أسس سنة 1892 جريدة للطعن فى اليهود سماها "الليبر بارول" أى الكلام الحر، فقامت حركة لإخراج ضباط اليهود من الجيش الفرنسى و عددهم خمسمائة و كتبت فى ذلك مقالات نارية كان من ضحاياها ضابط يهودى يسمى "أرمان ماير" فقتل. وظن أن مقتله نهاية الحركة غير أن الصحيفة "الليبر بارول" استمرت على تهجمها حتى قبض فى أوائل سنة 1894 على الضابط الكبير دريفوس بتهمة الخيانة العظمى, وكانت الصحيفة أول من أظهر التهمة وقاد الحملة ضده. انظر كتاب "يقظة العالم اليهودى" للأستاذ اليهودى المصرى "إيلى ليفى عسل" بالعربية ص 68 - 73)).
و قد توطدت سيطرة الرأسمالية عن طريق هذه الأزمات تحت لواء مذهب التحررية. كما حميت بنظريات اقتصادية واجتماعية مدروسة دراسة ماهرة, و قد ظفر شيوخ صهيون بنجاح منقطع النظير بإعطائهم هذه النظريات مظهراً علمياً ((هذا مظهر زائف ما يزال يخدع كثيراً من دعاة التمكن من علم الاقتصاد, و قد وقعت مصر سنة 1949 فى خطأ بسبب ذلك)).
و إن قيام نظام التصويت السرى قد أتاح لصهيون فرصة لتقديم قوانين تلائم أغراضها عن طريق الرشوة. و إن الجمهورية هى صورة الحكم الأمميية التى يفضلها اليهود من أعماق قلوبهم، لأنهم يستطيعون مع الجمهورية أن يتمكنوا من شراء أغلبية الأصوات بسهولة عظمى، و لأن النظام الجمهورى يمنح وكلائهم و جيش الفوضويين التابعين لهم حرية غير محدودة. و لهذا السبب يعضد اليهود مذهب التحررية على حين كان الأمميون الحمقى الذين أفسد اليهود عقولهم يجهلون هذه الحقيقة الواضحة من قبل، و هى أنه ليست الحرية مع الجمهورية أكثر منها مع الأوتوقراطية والأمر بالعكس، ففى الجمهورية يقوم الضغط على الأقلية عن طريق الرعاع ((هذه حقيقة من الحقائق السياسية الهامة التى لا يفطن اليها الا الحكماء. ولمعرفة ذلك يجب مقارنة الملكية فى بريطانيا بالجمهورية فى فرنسا لبيان الفرق بين الحكمين, فالفرق بين الحكمين واضح، والفرق ينشأ دائماً لا من شكل الحكومة ملكية أو جمهورية بل من تربية الشعب السياسية, فشكل الحكومة لا قيمة له, لكن القيمة للشعب, و مدى إدراكه و تمسكه بحقوقه و صدق النبى إذ قال: "كما تكونوا يول عليكم"))، و هذا ما يحرص عليه دائماً وكلاء صهيون.
و صهيون حسب إشارة منتفيورى ((منتفيورى زعيم يهودى كان يريد لليهود استعمار فلسطين، و كان عظيم النفوذ فى بريطانيا و صديق العائلة المالكة، و عاش أكثر من قرن. انظر "يقظة العالم اليهودى" ص 135 - 165)) لا تدخر مالاً و لا وسيلة أخرى للوصول الى هذه الغايات. و فى أيامنا هذه تخضع كل الحكومات فى العالم - عن وعى أو عن غير وعى - لأوامر تلك الحكومة العليا العظيمة: حكومة صهيون ((هذا ما تحقق الآن فعلاً، فمعظم الحكومات فى الأمم الكبرى كأمريكا و روسيا و بريطانيا و فرنسا، والمجامع الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة، و محكمة العدل الدولية و من قبلها عصبة الأمم، و وفود الأمم السياسية اليها، واليونسكو تبدو خاضعة لنفوذ اليهود، أو تتكون أكثريتها من أعضاء يهود أو عملائهم. والأحداث الجارية تكشف عن ذلك بوضوح يراه العميان))، لأن كل وثائقها فى حوزة حكومة صهيون، و كل البلاد مدينة لليهود الى حد أنها لا تستطيع إطلاقاً أن تسد ديونها. إن كل الصناعة والتجارة و كذلك الدبلوماسية فى أيدى صهيون. و عن طريق رؤوس أموالها قد استعبدت كل الشعوب الأمميية. و قد وضع اليهود بقوة التربية القائمة على أساس مادى سلاسل ثقيلة على كل الأمميين، و ربطوهم بها الى حكومتهم العليا.
و نهاية الحرية القومية فى المتناول، و لذلك ستسير الحرية الفردية أيضاً الى نهايتها، لأن الحرية الصحيحة لا يمكن أن تقوم حيث قبضة المال تمكن صهيون من حكم الرعاع، والتسلط على الجزء الأعلى قدراً، والأعظم عقلاً فى المجتمع.. (من لهم آذان للسمع فليسمعوا).
قريباً ستكون قد مضت أربع سنوات منذ وقعت فى حوزتى (بروتوكولات حكماء صهيون) و لا يعلم إلا الله وحده كم كانت المحاولات الفاشلة التى بذلتها لإبراز هذه البروتوكولات الى النور، أو حتى لتحذير أصحاب السلطان، و أن اكشف لهم عن أسباب العاصفة التى تتهدد روسيا البليدة التى يبدو من سوء الحظ أنها فقدت تقديرها لما يدور حولها.
والآن فحسب قد نجحت - بينما أخشى أن يكون قد طال تأخرى - فى نشر عملى على أمل أنى قد أكون قادراً على إنذار أولئك الذين لا يزالون ذوى آذان تسمع، و أعين ترى.
لم يبق هناك مجال للشك، فإن حكم اسرائيل المنتصر يقترب من عالمنا الضال بكل ما للشيطان من قوة و إرهاب، فإن الملك المولود من دم صهيون - عدو المسيح - قريب من عرش السلطة العالمية ((كان هذا فى سنة 1902، واليهود الآن أقرب الى العرش، لأن كل الأحداث سارت فى هذا الطريق لمصلحة اليهود، و تقريب ملكهم من عرشه)).
إن الأحداث فى العالم تندفع بسرعة مخيفة: فالمنازعات، والحروب، والإشاعات، الأوبئة، والزلازل - والأشياء التى لم تكن أمس إلا مستحيلة - قد صارت اليوم حقيقة ناجزة. إن الأيام تمضى مندفعة كأنها تساعد الشعب المختار و لا وقت هناك للتوغل بدقة خلال تاريخ الإنسانية من وجهة نظر (أسرار الظلم) المكشوفة، و لا للبرهنة تاريخياً على السلطان الذى أحرزه (حكماء صهيون) كى يجلبوا نكبات على الإنسانية، و لا وقت كذلك للتنبؤ بمستقبل البشرية المحقق المقترب الآن، و لا للكشف عن الفصل الأخير من مأساة العالم.
إن نرو المسيح منفرداً و نور كنيسته العالمية المقدسة هما اللذان يستطيعان أن ينفذا خلال الأغوار الشيطانية، و يكشفا مدى ضلالها ((لم يعد الدين مسيحياً أو إسلامياً كافياً وحده للوقوف أمام طغيان صهيون بل لابد معه من الاستعانة بكل ما فى العقول الحكيمة من وعى، و كل ما فى الأيدى من أسلحة حربية و سلمية للقضاء على هذا الطغيان الذى سيدمر العالم تدميراً لغرض استعباد البشر لليهود، و من هذه الفقرة و أمثالها نلمح بشدة تدين الأستاذ نيلوس، و إيمانه بقدرة الدين على تخليص الناس من هذا الخطر الساحق، و ليت الدين وحده ينفع فى إصلاح ما أفسد اليهود)).
إنى لأشعر فى قلبى بأن الساعة قد دقت لدعوة المجمع المسكونى الثامن Eighth Ecumenical Council فيجتمع فيه رعاة الكنائس و ممثلو المسيحية عامة، ناسين المنازعات التى مزقتهم طوال قرون كثيرة كى يقابلوا مقدم أعداء المسيح ((المجامع المسيحية نوعان: مجامع خاصة عقدها آباء كنيسة معينة و هذه كثيرة. و مجامع عامة عقدها آباء الكنائس من جمبع أقطار المسكونة (الأرض) ولذلك تسمى "مسكونية" و عددها سبعة: أقدمها (مجمع نيقية الأول) سنة 325 م و آخرها (مجمع نيقية الثانى) سنة 787 م. الأستاذ نيلوس يشير الى المجامع المسكونية السبعة التى عقدها آباء الكنيسة المسيحية للاتفاق على تعاليم واحدة اختلفت حولها طوائفهم المسيحية، و يتمنى عقد مجمع ثامن يتفق فيه الآباء على الوقوف متحدين ضد اليهود، و لكن لا أظن ذلك ممكناً، و لا أظنه - إن أمكن - نافعاً وحده، و لابد مع ذلك من وسائل سياسية و اقتصادية و حربية للقضاء على هذه المؤامرة اليهودية الإجرامية)).