The page you were looking for doesn't exist.

You may have mistyped the address or the page may have moved.

The page you were looking for doesn't exist (404)

The page you were looking for doesn't exist.

You may have mistyped the address or the page may have moved.

خريطة البوابة المعلوماتية موقع خاص لكل مشترك فى كنانة أونلاين مشاركات القراء قاموس متعدد اللغات
      مشروعات صغيرة الزراعة و الإنتاج الحيوانى مهارات و صناعات صحة الأسرة ثقافة عامة و معلومات  
موقعك من كنانة : مكتبة فكرزاد >> أبحاث مسابقة كنوز البحر الأحمر و الحفاظ عليها >> الحفاظ على كنوز البحر الأحمر - حسام سيف الدين عبده ( المركز الخامس )
   إعلانات مبوبة جديد
مشاركات القراء
الموقع الشخصى
قائمة الأعضاء
ابحث فى كنانة
المحتوى
مشروعات صغيرة
الزراعة و الإنتاج الحيوانى
صحة وإرشادات طبية
صناعات ومهارات
ثقافة عامة ومعلومات
الحفاظ على كنوز البحر الأحمر - حسام سيف الدين عبده ( المركز الخامس )
الرجوع إلى: أبحاث مسابقة كنوز البحر الأحمر و الحفاظ عليها
حسام سيف الدين عبدة / مدرسة صلاح نسيم الإعدادية المشتركة .

بسم الله الرحمن الرحيم "وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً و تستخرجوا منه حلية تلبسونها و ترى الفلك مواخر فيه و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون"

عظمة البحار

تشغل البحار و المحيطات ، حيزا كبيرا من سطح الأرض ، يبلغ نحو ثلاثة أرباعه . و تختلف صفات الماء عن الأرض ، بسهولة تدفقه من جهة إلى أخرى ، حاملا الدفء أو البرودة . و له قوة انعكاس جيدة للإشعاع الشمسي ، ولذا فإن درجة حرارة البحار لا ترتفع كثيرا أثناء النهار ،و لا تنخفض بسرعة أثناء الليل فلا تختلف درجة الحرارة أثناء الليل عن النهار بأكثر من درجتين فقط .

و يقول أحد العلماء أن البحر يباري الزمان في دوامه ، و يطاول الخلود في بقائه . تمر آلاف الأعوام بل وعشرات الألوف و الملايين ، و هو في يومه هو أمسه و غده ، تنقلب الجبال أودية ، و الأودية جبالا ، و قد دلت الأبحاث العلمية أن أقصى أعماق البحار تعادل أقصى علو الجبال ، و قد صرح الكابتن جاك ايف كوستو مكتشف أعماق البحر في أوائل سبتمبر سنة 1956 بأنه قد أمكن التقاط صور فوتوغرافية على عمق 25080 قدما و أنه اكتشفت ألوانا جيده من الحياة و أنواعا لا عهد للعلم بها . و تدل الصور التي التقطت على قاع المحيط على أن قاع المحيط ليس منبسطا كما كان مفهوما .

ربما لم تعرف مياهاً أخرى هذا التنوع في الحياة البحرية والثروة السمكية كما هو الحال بالنسبة لمياه البحر الأحمر، التي تحتوي على آلاف الأنواع من الأسماك التجارية وأسماك الزينة، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية التي تمثل متحفا تحت الماء.

وتمثل أسماك الشعاب المرجانية العدد الأكبر بين أسماك البحر الأحمر، إذ تمثل نسبة 25% من مجموع الأسماك. ومؤخرا سجل أكثر من 1280 نوعا منها في البحر الأحمر، تعيش في نحو 17 مستوطنة، بينما يصل عدد أنواع الأسماك التجارية التي تباع في الأسواق بغرض الأكل ما يقرب من 180 نوعا، ولا تختلف هذه الأنواع كثيرا في الدول المطلة على شاطئ البحر الأحمر شمالا وجنوبا.

أما الثروة البحرية الأخرى التي يتمتع بها البحر الأحمر، ولا تقل في أهميتها عن الثروة السمكية، فهي الشعاب المرجانية التي تشكل متحفا تحت الماء، وتمثل عنصر جذب لهواة الغطس في جميع أنحاء العالم، خاصة مع قرب تلك المناطق من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ويشكل السياح من تلك البلاد الغالبية العظمى من هواة الغطس في العالم.

ويحرص الأوروبيون على الحضور إلى مصر مرتين في العام بغرض الغطس، وبخاصة في مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر، والتي تحتوي مياهها على مساحات هائلة من الشعاب المرجانية.

وبجانب سياحة الغطس التي يتميز بها البحر الأحمر، هناك أيضا سياحة الصيد، وتمثل أسماك البحر الأحمر بألوانها الزاهية وأشكالها الجميلة عنصر جذب للكثير من السياح الذين يقطعون آلاف الكيلومترات للفوز بسمكة جميلة، بالإضافة إلى الصيادين المحترفين الذين يوجدون في البحر الأحمر، وبخاصة في مناطق الشعاب المرجانية حيث تنتشر الأسماك التي تتميز بتنوع أشكالها وألوانها، وكلما اتجهنا إلى الأعماق ازداد التنوع السمكي حتى يصل التنوع ذروته في العمق الذي يتراوح بين 10 و 15 مترا.

وهناك منطقة الحروف الساحلية في البحر الأحمر التي تحتوي على مصادر غذاء للأسماك العاشبة، وهو ما يجعلها منطقة صيد يقصدها الصيادون الهواة نظرا لقربها من الشاطئ، مستخدمين في عمليات الصيد بعض المراكب الصغيرة.

من الفضاء إلى الأعماق

يحتوي هذا القسم علي صورة فوتوغرافية في لوحة ضوئية عظيمة المساحة التقطها إحدى السفن الفضائية ويظهر فيها بجلاء شمال

البحر الأحمر وهو يحتضن سيناء بخليجية ، كما يظهر الجزء الشمالي من وادي النيل إلى اليسار والبحر المتوسط اعلي . ونري إلى اسفل مقطعا عرضيا معتما للبحر الأحمر وقد فرغ من الماء ليكشف عن تضاريسه ومخلوقات أعماقه المتباينة - والطفل هنا يتعامل من جديد مع تكنولوجيا العروض المتحفية الحديثة.

البيئات البحرية المتنوعة

تتميز شوطي البحر الأحمر ببيئات بحرية متنوعة بعضها رملي والبعض الآخر صخري . وهي تزخر بالكثير من صور الحياة النباتية والحيوانية ، فطيور النورس ونبات المنجروف وحيوانات القواقع و الأصداف وأبو جلمبو والأسماك الملونة كلها كائنات تراها العين المجردة علي الشواطيء وفي فاترينات العرض داخل المتحف.

حماية الأحياء البحرية

يتردد علي الأسماع و الأبصار في عالمنا اليوم تحذير متكرر واكثر إلحاحا من خطورة اعتداء بعض البشر علي البيئة .. ومنها البيئات البحرية الطبيعية … ذلك العدوان يأخذ صورا كثيرة منها إلقاء المخلفات الملوثة للشواطيء كالعبوات الزجاجية والمعدنية الفارغة ، وتحطيم الشعاب المرجانية وجمع القواقع لاقتنائها ، وصيد الأنواع النادرة من الكائنات ، والتخلص من الشباك القديمة والمخلفات البترولية في عرض البحر . والرسالة التربوية واضحة : إن نوعية حياتنا جميعا مرتبطة بالبيئة الطبيعية ، ونحن جزء منها ، وحمايتها واجب محبب للحفاظ علي حياتنا نحن.

كوارث نفطية تاريخية

حدثت الكثير من الكوارث النفطية والتي كان لها أثر بارز في التلوث النفطي ولعل أهمها جنوح الناقلات النفطية وانفجار بعضها واشتعال النيران في البعض الآخر إضافة إلى حرب الخليج الثانية وفيما يلي سنبين أهم هذه الكوارث .

كارثة العبارة سالم اكسبريس :
علم 1991 جنحت في ظلام يوم شتوي بارد إلى الشعب المرجانية قرب ميناء سفاجة لتتحطم فوقه ويغرق عدد كبير من ركابها .

حادث السفينة البنامية سفيرة:
عام 1989 التي جنحت في مياه خليج السويس يعد أن اصطدمت بالشعب المرجانية قرب شرم الشيخ .

تعتبر منطقة البحر الأحمر وخليج عدن مركزاً لاستكشاف وإنتاج ومعالجة ونقل أكثر من نصف احتياجات النفط المؤكدة في العالم ويتم تصدير معظم النفط المنتج من حول منطقة البحر الأحمر إلى ممر يضيق بناقلات النفط وفي كل سنة يدخل خليج عدن ما بين 20-35 ألف ناقلة محملة بالنفط ومتجهة إلى الشرق الأقصى وأوربا وحول الجزيرة العربية إلى البحر الأحمر حيث يواصل رحلته إلى الشمال عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط أو يفرغ حمولته عند مدخل خط الأنابيب في عين السخنة المصرية ويتم نقل أكثر من /100/ مليون طن من النفط سنوياً عبر البحر الأحمر ونصف هذه الكمية عن طريق خط بتر ولاين في مدينة ينبع الصناعة السعودية .

كما يعتبر البحر الأحمر وخليج عدن من البيئات الحساسة لاحتوائهما على مساحات كبيرة من الشعاب المرجانية ومستنقعات المنجروف السوداء التي أدت إلى جنوح بعض الناقلات وغرقها .

ويعتبر التلوث بالنفط أهم أنواع التلوث في البحر الأحمر وخليج عدن خاصة في منطقة خليج السويس حيث تلوثت الشواطئ ببقع النفط وكرات القار إضافة إلى الصناعات البتروكيماوية المنتشرة في المدن الساحلية المنتشرة في المنطقة .

البكتيريا تكافح التلوث النفطي

ولقد أكدت العديد من الدراسات إنه نتيجة لاستخدام التكنولوجيا الحيوية كإحدى التقنيات الحديثة اتسع نطاق استخدام الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) لحل كثير من المشكلات البيئية التي تنتج عن التلوث البترولي الذي يعتبر من أهم المشكلات التي يجب التصدي لها للحفاظ على البيئة. وينتج هذا التلوث في البحار بفعل أعمال الحفر والتنقيب في المياه العميقة، وكذلك بحدوث التسرب البترولي من السفن الحاملة للمواد البترولية كنتيجة للحوادث وعند الشحن والتفريغ في الموانئ أو نتيجة كسر في الأنابيب التي تنقل خام البترول ومنتجاته.

كما أن التلوث البترولي للمياه يؤثر في الأحياء المائية مثل الأسماك والقواقع ويدمر الشعاب المرجانية نظرا للأثر التراكمي للمواد البترولية داخل أجسام الأسماك. ونتيجة لحركة الرياح والمد والجزر في مياه البحار قد تصل البقع الزيتية إلى الشواطئ ملوثة إياها ما يؤثر سلباً في حركة السياحة.

كما أشارت تلك الدراسات أن قرى البحر الأحمر والخليج ليست بعيدة عن خطر هذا التلوث حيث النشاط المكثف للتنقيب عن البترول في المنطقة والحركة الدائمة للسفن العملاقة العابرة والموانئ المتعددة على البحر والخليج، بالإضافة إلى التلوث البترولي للتربة الذي ينتج عن أعمال الحفر والتنقيب والتخلص من سوائل الحفر خاصة ذات الأساس الزيتي منها، وكذلك نتيجة لإلقاء مخلفات زيت الصيانة وزيت الوقود وتنظيف خزانات الخام والمنتجات البترولية ومن محطات البنزين، كما أن تسرب هذه المواد الملوثة إلى طبقات الأرض يهدد خصوبة التربة ويؤثر في المحاصيل الزراعية كما يمتد إلى المياه الجوفية ملوثا مصدرا للمياه من المفروض أن يظل نقيباً.

لكل هذه الأسباب فإن إنشاء معمل بحثي لمكافحة التلوث بالطرق الآمنة كان أمرا في غاية الأهمية إلى جانب تكوين فريق بحثي لهذا المعمل تترأسه الدكتورة ليلى فرحان، التي تقول إنه في مجال البترول توجد طرق عدة لمكافحة التلوث الناتج عنه منها الطرق الميكانيكية مثل الحواجز العائمة واستخدام الهواء النقاب أو المياه النفاثة لتشتيت بقع الزيت. ولكن يعيب هذه الطرق أن استخدامها محدود لارتباطها بالظروف الجوية وحالة البحار والأمواج وتيارات المياه والهواء. كما أن استخدام المشتقات الكيماوية ضارة بالبيئة والإنسان، لذلك تعتبر المزرعة البكتيريولوجية لمعالجة التلوث الناتج عن الصناعات البترولية عملية آمنة، حيث إن تسرب لتر واحد من المنتجات البترولية يمنع غار الأكسجين عن 40 ألف لتر من المياه بينما يلوث طن واحد منها مساحة مائية لا تقل عن 12 كيلومترا مربعا.

وتقوم البكتيريا بتكسير المركبات البترولية الثقيلة إلى مركبات اقل كثافة وذات وزن جزئي صغير، وهذا يتطلب وجود عنصر الأكسجين مع الإنزيمات التي تفرزها البكتيريا لتتم عملية التمثيل كاملة حيث يستخدم الكائن الحي الدقيق عنصر الكربون الموجود في البترول كمصدر للغذاء والنمو والتكاثر في ظروف بيئية مناسبة. وبالإضافة إلى عنصري الكربون والأكسجين تحتاج البكتيريا إلى عناصر أخرى بكميات ضئيلة جدا مثل النيتروجين والفسفور والكالسيوم والماغنسيوم والزنك والحديد والصوديوم والكبريت والنيكل وقد تحتوي بعض البيئات على هذه العناصر وقد تضاف كعناصر غذائية للبكتيريا.

الأضرار الناتجة عن تلوث المياه بزيت النفط :

إن ما يسببه تسرب النفط من أثر على البيئة ناتج عن تطوير وصيانة مرافق التحميل والتفريغ على الشواطئ أكثر ما يكون ناتجاً عن وسيلة النقل ذاتها وسواء كان الميناء يخدم مصفاة أو خط أنابيب فإن خطر تسرب النفط قائماً أثناء نقل النفط من الناقلة إلى المنشأة على الشاطئ.

وفيما يلي أهم الأضرار والنتائج المترتبة على تسرب النفط :

1- التأثير على النظم البيئية البرية والبحرية حيث يحتوي زيت النفط على العديد من المواد العضوية الكثير منها يعتبر ساماً للكائنات الحية ومن أخطر تلك المركبات مركب البنزوبيرين وهو من الهيدروكربونات المسببة للسرطان ويؤدي إلى موت الكائنات الحية المائية وتتصاعد الكثير من الأبخرة من بقع الزيت وتقوم التيارات الهوائية بدفع هذه الأبخرة بعيداً من الموضع الذي تلوث بالنفط إلى الأماكن السكنية على الشواطئ والمناطق الساحلية بواسطة الهواء الذي أصبح مشبعاً بها إلى درجة كبيرة وبتركيز عال فوق المقبول مما يؤثر على النظام البيئي البري والبحري .

2- ونظراً لأن كثافة النفط أقل من كثافة الماء فهو يطفو على سطحه مكوناً طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي وهذه الطبقة تنتشر فوق مساحة كبيرة من سطح الماء ( اللتر الواحد من النفط المتسرب في البحر يغطي بانتشاره مساحة تزيد عن 4000متر مربع من المياه السطحية )حيث تمنع هذه الطبقة التبادل الغازي بين الهواء والماء فتمنع ذوبان الأوكسجين في مياه البحر مما يؤثر على التوازن الغازي ويتوقف انتشار النفط على المياه السطحية على عوامل عديدة منها طبيعة النفط والرياح السائدة.والأمواج والتيارات البحرية وقوتها . كما تتوقف مدة دوام النفط الذي يغطي الشواطئ على خصائصه التكوينية وطبيعة الشواطئ .

3- تعقد أحياناً الأحوال البحرية والجوية عمليات التنظيف فيمتزج النفط الخام المتسرب بماء البحر متحولاً إلى مستحلب كالشكولاته يحتوي نسبة ماء 10% كما حصل أثناء تسرب النفط الخام من الناقلة (أموكوكاديز ) فأصبح الماء أكثر لزوجة والتلوث أربعة أضعاف من حجم النفط الخام.

فأثناء هيجان البحر تختلط بقعة الزيت بماء تحتها ويتكون نوع جديد من المستحلبات تظهر على هيئة رغوة سميكة فوق بقعة الزيت يصعب التخلص منها وتغطي مساحات واسعة تصل مئات الكيلو مترات.ويختلط المستحلب بالماء الأكثر عمقاً ويركز الملوثات الأخرى كالمبيدات وبقايا المنظفات الصناعية والعناصر الثقيلة والمركبات الهيدروكربونية كما يقوم المستحلب بامتصاص بعض العناصر الثقيلة مثل ( الزئبق – الرصاص – الكادميوم ) من مياه البحر ويزداد تركيز هذه العناصر في المنطقة المحيطة فتزيد من الآثار السامة في المنطقة فيموت بعض الكائنات الحية وتهلك اليرقات والبويضات مما يؤدي إلى هلاك الحياة البحرية إما جوعاً أو تسمماً.

4- قد يمتد التلوث الناتج عن بقعة الزيت ليشمل قاع البحر فبعد انطلاق المواد الطيارة وتكون المستحلب تبقى الأجزاء الثقيلة غير القابلة للتطاير والذوبان طافية فوق الماء مدة ما وتتحول تدريجياً إلى كتل صغيرة سوداء تعرف باسم كرات القار التي تنتج بفعل أكسدة بقايا الزيت الثقيل مع أكسجين الهواء وبواسطة بعض العوامل الميكروبيولوجية الأخرى .

وتحتوي كرات القار على مواد الهيدروكربونية والمركبات العضوية والمواد الإسفلتية وتحمل تيارات الماء الكرات لتنشرها في كل مكان ويتحول بعضها بمرور الزمن إلى رواسب ثقيلة تنزل إلى قاع البحر ( نسبة الكرات السوداء في مياه البحر المتوسط 10 مليجرامات في المتر المربع وقد قدرت كمية هذه الكرات السوداء فوق سطح الأطلسي الشمالي حوالي /13864/ طن عام 1977 وزادت عام 1980إلى /18820/ طن .

والنظم الإيكولوجية الساحلية أكثر تعرضاَ للمخاطر لأن أثر التسرب النفطي أشد وطأة في الأماكن الساحلية التي تلتقي فيها المياه الساحلية باليابس .

5- زيادة درجة التلوث في منطقة الحادث حيث تعمل بقعة الزيت كمذيب وتستخلص الكثير من المواد الكيماوية الأخرى المنتشرة في مياه البحر مثل ( المبيدات الحشرية – المنظفات الصناعية ).

6- وتعمل الرياح وحركة الأمواج على زيادة التلوث برفع أجزاء من بقعة الزيت نحو الشاطئ وتلوث الرمال وتحيلها إلى منطقة عديمة النفع .لذلك تكون الشواطئ المجاورة لخطوط نقل النفط مهددة بتسر بات نفطية لأنها تقع تحت رحمة حركة الرياح والمد والجزر والأمواج التي يمكنها دفع البقع النفطية نحوها .

7- قد يصحب تلوث المياه بزيت النفط نوع آخر من التلوث يشبه التلوث الكيميائي فبعد انتشار طبقة الزيت ورقتها بمرور الزمن تستطيع أشعة الشمس اختراقها ويتمكن أكسجين الهواء من الانتشار خلالها وبهذا التأثير يحدث تفاعل كيميائي ضوئي يشترك فيه كل من أشعة الشمس وأكسجين الهواء ويحفزه بعض الفلزات الثقيلة الموجودة في المستحلبات المتكونة من اختلاط الزيت بالماء وينتج عن هذا التفاعل تأكسد بعض السلاسل الهيدروكربونية التي يتكون منها زيت البترول وتحدث بعض التفاعلات لتعطي بعد مدة من الزمن أصنافاً جديدة من المواد الكيماوية مثل : ( الكحوليات _ الألدهيدات _ الكيتونات _ بعض المركبات الحلقية) وهي مواد لم تكن موجودة سابقا وتصبح في متناول كثير من الكائنات الحيةلأنها تتصف بصغر حجم جزيئاتها وسهولة ذوبانها في الماء وتؤدي هذه المواد السامة إلى حدوث مزيد من الضرر بالبيئة البحرية وتكون سبباً في قتل الأسماك وغيرها من الكائنات الحية .

8- يؤدي نفوق المرجان إلى فقدان الشعاب المرجانية موائلها الطبيعية ولا تتجدد غالبية الكائنات الحية في نظامها الإيكولوجي وهذا يطيل مدة تأثير التلوث البحري بالتسربات النفطية سواء على الشواطئ أو في عرض البحر حتى لو اختفى النفط أو أزيل كما تتأئر الطيور البحرية ففي المحيط المتجمد الشمالي تتأثر البيئة بالتلوث النفطي أكثر من المناطق المعتدلة لبطء عمليات تحلل النفط في ظروف البرد والظلمة .

9- إن المركبات النفطية الأكثر دواماً والتي تستغرق فترة طويلة للتخلص منها تنتقل عن طريق السلسلة الغذائية وتختزن في كبد ودهون الحيوانات البحرية وهذه لها آثار بعيدة المدى والتي لا تظهر على الجسم البشري إلا بعد سنوات عدة .

إن تلوث الأسماك يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي فعلى سبيل المثال وجد في عينة من الأسماك تم صيدها في خليج جاكرتا في إندونيسيا أن نسبة الرصاص فيها تزيد بمقدار 44% عن الحد المسموح به وأن الزئبق يزيد بنسبة 38% كما ورد في تقرير منظمة الصحة الدولية .

من هنا نستنج الآثار المباشرة وغير المباشرة للتسريبات النفطية على الإنسان وفي طليعتها نقص البروتين الغذائي اللازم لتغذية أعداد السكان المتزايدة كما أن وصول التسريبات النفطية إلى الشواطئ يضر بالسياحة من خلال التشويه لمنظر البيئة إضافة إلى كون البحار والمحيطات مصدراً لمحطات التحلية في المناطق التي تعاني شحاً في إمدادات المياه العذبة .فضلاً عن أن التربة الزراعية نفسها كثيراً ما تتأثر تأثراً بليغاً بالتلوث النفطي لا سبيل إلى إزالة آثاره وتداعياته وعواقبه إلا بعد زمن ومشقة ومحاولات مستمرة في سبيل ذلك .

أساليب وطرق مكافحة التلوث النفطي:

إن الأسلوب الأمثل لمعالجة التلوث النفطي للبيئة الساحلية والبحرية يختلف من منطقة إلى أخرى ومن شهر إلى آخر ويعتمد على عوامل كثيرة ومتشابكة كما أنه يمكن في بعض الحالات الاستعانة بأكثر من طريقة أو أسلوب لمكافحة التلوث النفطي في النطاق الساحلي أو البحري وهناك طرق كثيرة لمعالجة التسريبات والبقع النفطية والتي تقوم على تركها على حالها إذا حصلت في عرض البحر أو احتواؤها أو إزالتها أو تشتيتها أو حرقها .

وفيما يلي نبين أهم الطرق والأساليب المتبعة في مكافحة التلوث النفطي :

  1. طريقة إقامة الحواجز العائمة فوق سطح الماء باستخدام أجهزة خاصة مع الاستعانة بالجرافات والكانسات لحصر بقع الزيت العائمة ومنع انتشارها فهي تساعد على زيادة سمك طبقة الزيت وتقلل المساحة التي تغطيها وبذلك يمكن امتصاصه تدريجياً وشفطه بواسطة مضخات إلى خزانات على الشاطئ أو على ظهر السفن ثم إعادة فصل النفط من الماء. وهذه التقنية تستغرق وقتاً طويلاً تتعرض أثناءه البقع النفطية لعوامل المناخ والتيارات البحرية حيث تتشتت وتتحطم بفعل الضوء مما يزيد صعوبة عملية المكافحة .
  2. طريقة إحراق طبقة الزيت باللهب بعد حصرها وإضرام النيران فيها بالرغم من أنها ليست صالحة في جميع الأحوال ولا يستحب استخدامها لخطورتها على البيئة فهي تلوث الهواء وتسبب ضرراً بالغاً لكثير من الكائنات الحية .
  3. الطريقة الكيميائية برش أنواع معينة من المذيبات والمنظفات الصناعية والمساحيق عالية الكثافة أو بعض الرمال الناعمة على سطح البقع النفطية في البحار الملوثة للالتصاق بها لتحولها بعد تفتيتها إلى ما يشبه المستحلب فينتشر في الماء ويذوب فيه أو يتسرب إلى القاع نتيجة ارتفاع كثافته ويعتبر هذا علاجاً ظاهرياً للمشكلة لأن هذه الطريقة تتطلب كميات كبيرة من المنظفات والمذيبات تساوي أحياناً كمية البترول المراد التخلص منه وكذلك فإن استخدام القدر الكبير من المنظفات الصناعية يضيف الكثير من التلوث العام لمياه البحر والبيئة ولأن وصول المواد المستخدمة في التنظيف وجزئيات النفط بعد تفتيتها إلى قاع البحر يسبب إبادة الأسماك والديدان والقواقع الرمل التي تعيش فيها وبذلك تعتبر هذه الطريقة زيادة في تعقيد مشكلة التلوث وليس حلاً نهائياً لها .
  4. رش مواد ماصة على البقع النفطية حتى تتشبع بالنفط ثم استعادته منها .
  5. طريقة المعالجة الطبيعية ( البيولوجية )التي تستخدم أنواعاً من البكتريا في مقدورها استخلاص الملوثات التي ارتبطت بالتربة أو الماء ويتعذر جرفها بعيداً أو فصلها كما أن بإمكانها تحويل مادة كيماوية مؤذية إلى مادة غير مؤذية وحتى مفيدة والبكتريا القادرة على تجزئة العديد من الملوثات موجودة في التربة والماء وتقوم بهذه التجزئة عبر ما يدعى بالمعالجة البيولوجية وفي مجال مكافحة التلوث النفطي تقوم البكتريا بتحليل المواد الهيدروكربونية من مخلفات الزيوت النفطية إلى جزئيات أقل وزناً وتركيباً وأدنى خطراً لسهولة ذوبانها في الماء مما يحولها من مواد خطرة أكثر ضرراً إلى مواد ذائبة أدنى خطراً وأقل تلوثاً لكن أعدادها القليلة طبيعياً تجعلها أقل كفاءة في معالجة التلوث.
  6. ضرورة الحصول على تصاريح خاصة لإلقاء النفايات النفطية مع وجوب إعلام برنامج الأمم المتحدة للبيئة بكافة هذه الأذونات .أدى التطور التكنولوجي الذي واكب صناعة النفط إلى بروز طرق حديثة لمعالجة مخلفات الحفر البري وخاصة الوحل وذلك بجمع المخلفات ومزجها بمواد تعمل على تثبيتها كيميائياً وفيزيائياً مما يقلل من آثارها.
  7. التشدد في مراقبة السفن التي تزور الموانئ كما اقترحت المفوضية الأوربية والتعامل بقسوة مع السفن التي لا تستوفي مقاييس السلامة وتعتزم المفوضية منع السفن التي يزيد عمرها عن15 سنة من دخول موانئ بلدان الاتحاد الأوربي إذا احتجزت أكثر من مرتين في سنتين متتاليتين وتخطط المفوضية لنشر لائحة سوداء بهذه السفن كل ستة أشهر واستنكرت الاستعمال الواسع للأعلام الأجنبية على ناقلات النفط التي تستأجرها شركات أوربية لأسباب ضريبية.
  8. أما في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن فقد وافقت عام 1982 ستة من دول المنطقة على الاتفاقية الإقليمية لحماية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن وعلى بروتوكول مكافحة التلوث بالنفط وفي عام 1995 أعلن عن قيام الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن وفي عام 1998 تم التوقيع على وثيقة لتنفيذ برنامج العمل الاستراتيجي للبحر الأحمر وخليج عدن .

الأساليب والوسائل المتبعة لمكافحة التلوث البحري وحماية بيئة البحر الأحمر

إن الحقائق التي ذكرناها سابقاً تظهر كبر المصيبة وفداحة الخطر الذي يتهدد المنطقة ويؤدي إلى تدهور البيئة البحرية وترك آثاراً اقتصادية غير محمودة وقضت على الوفورات المادية ومن ناحية ثانية تراجعت بعض النجاحات المتحققة في مجال المحافظة على البيئة البحرية .

وفيما يلي نقدم بعض الأساليب والإجراءات والخطوات التي قامت بها دول المنطقة للتخفيف من الملوثات وحماية البيئة البحرية :

  1. استخدام الحواجز المطاطية لمنع انتشار البقع النفطية .
  2. قامت المنظمة الإقليمية لحماية البيئة الخليجية ومقرها الكويت بإقامة /21/مركزاً لاستقبال نفايات السفن ومياه حفظ التوازن تمهيداً للانضمام إلى اتفاقية مار بول والانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية يجعل من الخليج منطقة خاصة يمنع دخولها إلا على السفن والناقلات المتوافقة مع مواصفات ومقاييس خاصة ويفرض تفريغ نفاياتها في مراكز تفريغ خاصة .
  3. تنظيف بقع الزيت التي خلفتها حرب الخليج فقد كلف ذلك أكثر من /5/ مليار دولار لإزالة ثلاث بقع نفطية تحمل /11/ مليون برميل عن طريق السفن النرويجية وغيرها والتي تقوم بالتهام حوالي ألف طن من الماء الملوث بالزيت يومياً من الشواطئ السعودية.

خاتمة ومقترحات

بعد أن تعرفنا على المشكلة من جوانبها العديدة نخلص إلى القول أن هناك قضية كبرى ألا وهي البعد الاقتصادي لاحتساب خط الاتجاه العام لمعدل تلوث المياه ؛حيث أن العلاقة مؤكدة بين متغير معدلات تركز الأملاح في المياه الموجهة لمحطات التحلية من جهة ومتغير تكلفة إنتاج وحدة المياه المحلاة الأمر الذي يمس تحديات مالية متمثلة في عبء الميزانية العامة للدولة في جانبها المتعلق بالإنفاق على خدمات هذا المرفق الحيوي ناهيك عن تلوث مياه البحر الأحمر بمركبات كيماوية ذات تركيزات سمية مصدرها التنمية الصناعية يمكن أن تقضي على الحياة المائية برمتها .

وفي ظل وجود أجهزة رسمية معنية بتتبع مستويات التلوث في المجالات المختلفة في كافة الدول المطلة على البحر الأحمر وكذلك وجود جمعيات فاعلة للمهندسين والبيئيين الخليجيين يمكن تبني فكرة تشكيل فريق يتكون من كافة الدول المطلة على الخليج العربي يعنى برصد معدلات الأملاح والمركبات الكيميائية في المياه الإقليمية لكل دولة من دول المجلس بصفة دورية وصولاً لمراقبة تطور تركزها في مياه التي تطل عليها تلك الدول للتغلب على إشكاليات البيانات في هذا الجانب ومما لاشك فيه أن إتاحة النتائج المجمعة ستتيح مشاهدات كثيرة غاية في الأهمية وأهميتها ستتضح بعد توظيف البرامج الإحصائية التي ستتيح للدارسين فرصة الحصول على الكثير من النتائج التي لن يقبل بعدها أي تأويل كالوصول لمتوسط الأملاح وغيرها من مركبات كيماوية في المياه والمتوسط في كل موقع وإسهام كل قطر في تدهور نوعية الماء.

وأخيراً يجب أن يتغير اعتقادنا بأن مياه البحار والمحيطات هي سلة المهملات الطبيعية التي يمكن أن نلقي فيها بكل أنواع المخلفات خصوصاً بزيت النفط الذي يحوي الكثير من المركبات العضوية التي يختلف أثرها من حالة إلى أخرى وتتجمع هذه المواد والهيدروكربونات في بعض الأنسجة الحية مثل الأنسجة الدهنية وأنسجة الكبد والبنكرياس وبعض أنسجة الأعصاب فالمسؤولية خاصة وعامة فعلى كل فرد أن يعي دوره وعلى الحكومات أن تعي مسؤولياتها .


The page you were looking for doesn't exist (404)

The page you were looking for doesn't exist.

You may have mistyped the address or the page may have moved.

 هذا الموقع برعاية
الصفحة الرئيسية | عن كنانة | أسئلة متكررة | خريطة الموقع | اتصل بنا
كنانة أونلاين - الصندوق المصرى لتكنولوجيا المعلومات و الاتصالات © 2006