مؤلفاتى فى اللغة

edit

الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه، ويدافع نِقَمه، ويكافئ مزيده.. نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترضيه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله.. أرسله ربه رحمة للعالمين، وشفيعًا للمؤمنين، ففتح الله به قلوبًا غلفًا وأعينًا عميًا وآذانًا صمًا..

وبعد

فالبرمجة اللغوية العصبية، موضوع عصري ملأ الدنيا، وشغل الناس، ورأى فيها الكثيرون أنها الحل السحرى لكل المشكلات، والمخرج من كل الأزمات..

نعم لقد أصاب الناس هوس شديد بها، وهذا الأمر ليس بغريب على مجتمعاتنا التي تنبهر بكل جديد وبكل وافد علينا من الغرب.

أنا لا أبخس الآخرين حقهم وقدرهم، فيحمد لهم جهدهم المشكور في صياغة النظريات وتطبيقها، وإنما أشعر بمرارة حقيقية عندما أجد كثيرا مما يصاغ في عصرنا هذا يعتمد على أصولنا، فتراثنا غني ومليء بالنفائس والذخائر، ولكنها لم تجد من يكشف عنها، ويجمع الأشتات، ويضم الشبيه إلى الشبيه، ويقدم لنا صورة متكاملة، ونموذجا تاما لقضية واحدة.

هذا الأمر ينطبق على كثير من النظريات المعاصرة التي قدمها لنا الغرب، ومنها البرمجة اللغوية العصبية، فأركان هذه النظرية وفروعها وتطبيقاتها موجودة في تراثنا العربي والإسلامي، وإن اختلفت الأسماء والمصطلحات، أنا هنا لا أدعي ميزة لتراثنا الإسلامي غير موجودة فيه، ولست من هؤلاء الذين يرجعون كل جديد ومبتكر إلى قديم سبقه، وإنما أردت أن أضع الأمور في نصابها الصحيح، وسوف أقدم بالأدلة والبراهين ما يؤكد ثراء الثقافة الإسلامية وخاصة الجانب التربوي فيما يمكن أن يندرج تحت مظلة البرمجة اللغوية العصبية.

يمكننا أن نبلور هذه الأفكار في صورة سؤالين مهمين، هما:

السؤال الأول: هل البرمجة اللغوية العصبية بضاعة غربية خالصة؟

والسؤال الثانى: كيف نوظف هذه النظرية ونطبقها تطبيقا عمليا، ونستفيد بها في حياتنا، وخاصة في تربية الأطفال؟

 والإجابة عليهما هي ما نود أن نؤكده ونقرره في هذا الكتاب:

دور البرمجة اللغوية العصبية في تربية الأطفال

ولعل اختياري لمجال تربية الأطفال لكي أطبق عليه هذه النظرية يرجع لأسباب عديدة، منها:

 تربية الأطفال ليست عملا عفويا، أو عملا سهلا، وإنما تحتاج إلى برامج وأسس وضوابط.

 تربية الأطفال مجال مهم من مجالات البرمجة اللغوية العصبية، ومع ذلك لم يلتفت إليه الكثيرون، وكلنا يعرف القاعدة التي تقول: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم في الكبر كالنقش على الماء.

 ثراء التراث الإسلامى في هذا المجال، ولكنه مخبوء في بطون الكتب.

والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب المربين والآباء والأمهات، وأن يعينهم من خلاله على حسن تربية أبنائهم.

 

<!--[endif]-->

الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه، ويدافع نقمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على خير خلق الله وأفصح من نطق بالضاد محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه، وبعد..

فها هو ذا الجزء الثالث من كشاف مجلة مجمع اللغة العربية المصري يضم بين دفتيه فهرسة لواحد وعشرين عددًا من أعداد المجلة من العدد الثامن بعد المئة إلى العدد الثامن والعشرين بعد المائة، وهو آخر ما صدر من أعداد المجلة حين طباعة هذا الجزء، وبه ثلاثمئة وإحدى وثمانون بطاقة (381)، وكشافاتها، وبهذا الجزء تكتمل – بفضل الله تعالى وتوفيقه- فهرسة جميع أعداد مجلة مجمع اللغة العربية المصري التي صدرت عن المجمع حتى الآن، وهي مائة وثمانية وعشرون عددًا، تم فهرستها في بطاقات عددها ألفان وثمانمئة وثلاث وستون بطاقة (2863) وأحد عشر كشافًا.

وباكتمال هذه الفهرسة – بفضل الله تعالى- نكون قد قدمنا للمكتبة العربية كشافًا كاملا لمجلة مجمع اللغة العربية المصري لأول مرة في تاريخ المجمع، ولأول مرة في مجال فهرسة المجلات المعنية باللغة العربية وآدابها.

وبمجرد صدور كشاف مجلة المجمع المصري للأعداد من (1-107) عن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربية والذي طبع في مجلدين، ورأينا كيف تقبلته الأوساط اللغوية والثقافية بقبول حسن، حرصنا على سرعة إنجاز فهرسة ما تبقى من أعداد المجمع، وازداد حرصنا على ذلك، بسبب ما لمسناه من حثّ المركز وتشجيعه لنا ممثلا في المسؤولين عنه على إكمال العمل في أسرع وقت، فواصلنا العمل ليلا ونهارًا، وشمرنا عن ساعد الجد لنُخرج الجزء الثالث للأعداد المتبقية من مجلة المجمع.

ولقد اجتهدنا قدر المستطاع في إخراج العمل بصورة تليق بالصرح العظيم صاحب المجلة وهو مجمع اللغة العربية المصري، وتليق كذلك بالصرح الكبير الذي أشرف على طباعة الكشاف وإخراجه وهو مركز الملك عبد الله لخدمة اللغة العربية.

وأعمال البشر –غالبا- يعتريها بعض النقص والخلل، وأستشهد هنا بما قاله القاضي الفاضل أستاذ العلماء البلغاء عبد الرحيم البيساني وهو يعتذر إلي العماد الأصفهاني عن كلام استدركه عليه: "إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به، وذلك أنّي رأيتُ أنّه ما كَتَبَ أحَدُهُم في يَومِهِ كِتابًا إلا قالَ في غَدِهِ، لو غُيّرَ هذا لَكانَ أَحسن، ولَو زُيِّدَ ذاكَ لَكانَ يُستَحسن، ولَو قُدِّمَ هذا لكانَ أفضل، ولو تُرِكَ ذاكَ لَكانَ أجمل، وهذا مِن أعظَمِ العِبر، وهو دَليلٌ على استيلاءِ النّقْصِ على جُملَةِ البَشر".

     ولله در إمام العربية الكسائي إذ يقول -رَحِمَهُ الله: صَلّيتُ بهارونَ الرشيد، فأَعْجَبَتني قِراءَتي، فَغَلِطتُ في آيةٍ ما أخطأَ فيها صَبيٌ قَط، أردتُ أنْ أقولَ: "لعلَّهم يَرجِعون "فقلت: "لعلَّهم يرجعين "قال: فوالله ما اجترأ هارون أنْ يقولَ لي: أخطأت، ولكنّهُ لما سَلَّمتُ قال لي: يا كسائي! أيُّ لُغَةٍ هذه؟ قُلتْ يا أميرَ المؤمنين! قَدْ يَعثُرُ الجَواد، فقال: أما هذا فنعم. ولقد عَلّقَ الحافظُ الذهبي في سِيَرِ أعلام النُبلاء على الحكاية قائِلًا: "مَنْ وَعى عَقلُهُ هذا الكلام عَلِمَ أنَّ العالِمَ مَهما عَلا كَعبُهُ، وبَرَزَ في العِلم، إلا أنّه لا يَسلَمُ مِن أخطاءَ وزَلات، لا تَقدَحُ في عِلمِه، ولا تَحطُّ مِن قَدرِه، ولا تُنقِصُ مَنزِلَتَه. ومَن حَمَلَ أخطاءَ أهلِ العِلم والفَضلِ على هذا السبيل حُمِدَت طَريقَتُه، وشُكِرَ مَسلَكُه، ووُفّقَ للصواب".

     فجزى الله عنا خير الجزاء كل من أرشدنا إلى قصور في عملنا ونبهنا إليه، وهدانا إلى الأصوب والأفضل والأحسن.

     ونتوجه بخالص الشكر والتقدير وعظيم الامتنان لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رعى هذا العمل وبذل جهدا منقطع النظير في سبيل إخراجه وطباعته وسرعة إتمامه، وليس هذا بغريب على هذا الصرح العملاق الذي جعلته جهوده وإسهاماته قائدًا لمسيرة اللغة العربية في هذا العصر.

     ونسأل الله سبحانه العون والتوفيق لنا في مسيرتنا لخدمة اللغة العربية المحفوظة بأمر الله سبحانه، فمن تمام حفظه للقرآن الكريم سيحفظ لغة القرآن على مر العصور والأزمان بأن يقيض لها من يحفظها وينشرها ويعتني بأمرها.

 

والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.

كشاف مجلة مجمع اللغة العربية المصري

الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نعمه، ويدافع نقمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على خير خلق الله وأفصح من نطق بالضاد محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه، وبعد..

فإنه لا يخفى على سالكي طريق العلم قيمة الدوريات العلمية المتخصصة باعتبارها وعاءً زاخرًا بالمعلومات، مما يجعلها تتفوق على بقية أوعية المعلومات الأخرى - بما فيها الوعاء التقليدي وهو الكتاب- لأنها تستوعـب أعدادًا هائلة من المقـالات والبحوث والدراسات التي تضم ذخيرة من المعلومات في جميع المجالات, وتتميز بتنوع الأفكار وحداثتها وجدتها بما يتناسب مع كل مرحلة زمنية من مراحل صدورها, هذا فضلا عن أن الدوريات تعد إحدى الركائز الأساسية في متابعة الأحداث الجارية ورصدها, والاتجاهات المعاصرة.

كما أنها تعتبر بعد مضي فترة من الزمن "وثائق تاريخية" ووسائل مهمة لتحديد وقياس آراء الجماعات, والمواقف والاتجاهات إزاء وقائع وقضايا معينة تتعلق بالتخصص، وتعتبر على مدار سنوات صدورها سجلا وصفيًّا وتاريخيًّا لموضوعها.

هذا إلى جانب أن العدد الواحد من الدوريات يحفل بإسهام العديد من الباحثين والمؤلفين والكتاب, مما يتحقق عنه ثراء الأفكار, وتنوع وجهات النظر, كما تنفرد الدوريات بأنها تظل المصدر الوحيد لقدر من المعلومات التي تضمها بعض الأبواب والزوايا التي لا يقدر لها أن تأخذ مكانها – فيما بعد – في كتاب ما.

وإذا كان العالَم قد أدرك قيمة الضبط الفني للدوريات وأهميته كأوعية مستقلة, وأنه لا مناص من القيام بذلك توفيرًا للوقت واختصارًا للجهد, وتحقيقًا للإعلام المطلوب عن هذه الدوريات, وسعيًا من أجل توفير مصادر المعلومات, فإن الموقف بالنسبة لضبط محتويات هذه الدوريات, يصبح تحديًا حقيقيًّا, ومشكلة تفوق في ضخامتها وأبعادها ضبط الدوريات ذاتها عشرات بل مئات المرات, وهي صعوبة تهون أمام أهمية ضبط محتويات الدوريات للكشف عن كنوزها, وجعل استخدامها ميسورًا أمام العلماء والباحثين والدارسين, بالإضافة إلى ما تحققه هذه الأدوات من اختصار للوقت وتقليص حجم الجهد في عملية البحث وإنجاح عمليات الاختيار السريع للمواد المناسبة للبحث من بين مئات بل الآلاف من المقالات والبحوث والدراسات.

والعمل الذي بين أيدينا يتناول دورية من أهم الدوريات التي تصدر بالوطن العربي والعالم الإسلامي ألا وهي "مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة", وترجع أهميتها إلى أنها خاصة بلغتنا العربية التي شرفها الله U وجعلها لغة القرآن الكريم, ولسان رسوله محمد r, ويمكن أن نعزي أهميتها أيضا إلى ما بها من كنوز ودرر خاصة باللغة والأدب, تبلورت في بحوث ودراسات ومقالات منذ صدور العدد الأول منها عام 1934م وحتى وقتنا هذا.

وقد تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة في 14 شعبان1351هـ، الموافق 13 ديسمبر 1932م، في عهد الملك فؤاد وبدأ العمل فيه سنة 1934م، وكان يرأسه الأستاذ محمد توفيق رفعت ثم الأستاذ أحمد لطفي السيد وتلاه الأستاذ الدكتور طه حسين ثم الأستاذ الدكتور إبراهيم مدكور ومن بعده الأستاذ الدكتور شوقي ضيف ثم الأستاذ الدكتور محمود حافظ ثم الأستاذ الدكتور حسن الشافعي.

 وقد نص مرسوم إنشاء المجمع الذي أصدره الملك فؤاد الأول عام 1932م على أن يتكون من 20 عضوًا من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين، والنصف الآخر من العرب والمستشرقين؛ وهو ما كان يعني أن مجمع اللغة العربية عالمي التكوين، لا يتقيد بجنسية معينة ولا بديانة معينة، وأن معيار الاختيار هو القدرة والكفاءة. وكانت هذه أهم ميزة للمجمع المصري عن غيره من المجامع الأخرى.

وقد اختير الأستاذ محمد توفيق رفعت رئيسًا للمجمع، والدكتور منصور فهمي كاتب سرٍّ له. وفي عام 1940م صدر مرسوم ملكي بتعيين عشرة أعضاء مصريين. وفي عام 1946م صدر مرسوم ملكي آخر بتعيين عشرة أعضاء مصريين آخرين، فبلغ أعضاء المجمع العاملين أربعين عضوًا. وفي عام 1982م، صدر آخر قانون حَدَّد أعضاءه المصريين العاملين بأربعين عضوًا، وهم الذين يتكوَّن منهم "مجلس المجمع" وحَدَّد الأعضاء العاملين من غير المصريين بعشرين عضوًا، ومن هؤلاء الستين يتكون "مؤتمر المجمع".

وفي 30 من يناير عام 1934م عقد أعضاء المجمع أول جلسة لهم. وتوالت الدورات المجمعية منذ عام 1934م حتى الآن، حيث أخذ المجمع يُواصل نشاطه، ويُنَمِّيه، ويُطَوِّرُه، ويَتَّسعُ به، حتى يُؤدي رسالته المجمعية المنشودة، بتحقيق أغراضه الواردة في قانونه، الذي نصَّ على أن المجمع هيئة علمية، لها شخصية اعتبارية، واستقلال مالي وإداريّ، ولرئيسه سلطة الوزير في كل شؤونه: العلمية، والمالية، والإدارية.

وقد صدر العدد الأول من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة في رجب سنة 1353هـ الموافق أكتوبر سنة 1934م.

نحو هذا الكشاف

مفهوم الكشاف: الكشاف لغة: البيان والإظهار والإبانة, حيث أوردت المعاجم والقواميس اللغوية أن مادة كشف تعني أظهر, ورفع عنه ما يواريه ويُغَطِّيه, وكشف الأمر: أظهره. والكَشَّاف على وزن فَعَّال صيغة مبالغة من اسم الفاعل كاشف.

أما الكشاف اصطلاحا: فقد وردت له تعريفات كثيرة, نذكر بعضا منها:

- "قائمة مرتبة وفق منهج معين, تقدم معلومات كافية عن الوحدات, أو العناصر المدرجة بها؛ لتيسير الوصول إليها برقم الصفحة, أو باستخدام أي رمز آخر يحدد مكانها في الوعاء المكشف".

- "الوسيلة التي يمكن بواسطتها التوصل إلى معلومات معينة وردت في كتاب أو دورية أو وثيقة أو أي وعاء آخر, بهدف استرجاعها".

وطبقا لتعريف مواصفة إعداد الكشاف الصادرة عن معهد المواصفات القياسية البريطانية فإن الكشاف:

- "دليل منهجي لمواقع الكلمات والمفاهيم, أو أي وحدات أخرى تتضمنها الكتب, أو الدوريات أو أية مطبوعات أخرى, ويتكون الكشاف من سلسلة من المداخل يجري ترتيبها وفق نظام يخالف النسق الذي وردت به في الوعاء المكشف, وييسر علي الباحث سبيل الوصول إليها عن طريق الإشارة إلى مكان وجودها".

وظائف الكشاف: تفيد كشافات الدوريات في تحقيق حاجات الباحثين وإجابة التساؤلات المرجعية للتعرف علي ما كتبه مؤلف في دورية ما, أو مجموعة دوريات, أو ما كتب حول موضوع معين في دورية واحدة, أو عدة دوريات, كما تيسر الكشافات مهمة وصول الباحث إلى مقال معين يبحث عنه, ولذا تعد الكشافات أداة بحث مهمة للإجابة عما يلي:

- متى وأين نشر خبر أو موضوع معين؟

- ماذا كتب في موضوع معين؟

- ماذا كتب كاتب معين؟

- ماذا كتب كاتب معين في موضوع معين؟

وتشكل الكشافات حلقة اتصال مهمة بين الباحثين والدوريات- بوصفها وعاء للمعلومات -  فهي تسهم في تقليل الزمن والجهد اللازمين في عملية البحث عن المعلومات.

وتهيئ الكشافات - بما تضم من رؤوس موضوعات وإحالات- الفرص أمام الباحث للتعرف على مجالات موضوعية جديدة, وكذلك التعرف على ما بين الموضوعات من علاقات.

كما تتميز الكشافات بوصف المحتويات الدقيقة, التي لا يتيسر للباحث الاهتداء إليها بالسرعة المطلوبة والسهولة المناسبة بدون توفرها.

حول هذا الكشاف:

     هو كشاف تحليلي لما ورد في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ ظهورها في أكتوبر 1934م حتى الآن, ويختص هذا العمل بقسميه بأعداد المجلة من العدد الأول إلى العدد سبعة بعد المائة, وهو يتكون من قسمين: القسم الأول: وهو متن الكشاف ويضم ألفين وأربعمائة وثمانين واثنتين (2482) بطاقة معلومات, كل بطاقة تحمل رقما مسلسلا طبقا لورودها في متن الكشاف, وهي مرتبة ترتيبا زمنيا لتاريخ الصدور, وتشتمل كل بطاقة علي البيانات التالية:

- اسم المؤلف (كاتب المقال, الباحث، الدارس ... الخ).

- عنوان المقال أو البحث أو الدراسة.

- رقم العدد, وتاريخ صدور العدد.

- الصفحة أو الصفحات التي ورد بها المقال أو البحث أو الدراسة.

- ملخص للمحتوى الموضوعي للمقال أو البحث أو الدراسة.

أما القسم الثاني فيحتوي على الكشافات وهي أحد عشر كشافًا, ثلاثة منها رئيسية وهي:

- كشاف المؤلف: وهو مرتب ترتيبا هجائيا بأسماء المؤلفين (كاتب المقال أو البحث أو الدراسة ... الخ ) و أمام كل اسم رقم البطاقة أو البطاقات التي ورد بها اسمه داخل متن الكشاف.

- كشاف العنوان: وهو مرتب ترتيبا هجائيا, بعناوين المقالات أو البحوث أو الدراسات ... إلخ, وأمام كل عنوان رقم البطاقة داخل متن الكشاف.

- كشاف الموضوع: وهو عبارة عن قائمة مرتبة هجائيا برؤوس موضوعـات وضعت بدقة وعناية فائقة تعكس المحتوى الموضوعي للبطاقة, ومن الممكن أن تعطي البطاقة الواحدة أكثر من رأس موضوع واحد, لتصل في بعض الأحيان إلى خمس أو ست رؤوس موضوعات, وذلك حتى يتيسر للباحث أن يصل إلى ما يحتاج إليه بكل سهولة ممكنة, وأمام كل رأس موضوع رقم البطاقة أو البطاقات داخل متن الكشاف.

تأتي بعد ذلك الكشافات الفرعية، وهي لا تقل أهمية عن الكشافات الرئيسية, وذلك نظرا لأهمية وضخامة هذا العمل واحتوائه علي المئات من أسماء الأعلام, أو الأماكن, أو القرارات, أو الشخصيات المجمعية, أو الأشعار, أو القوانين أو المراسيم, أو المصطلحات والكتب ... وما إلى ذلك, وعددها ثماني كشافات وهي:

1- كشاف الأعلام: وهو عبارة عن قائمة مرتبة ترتيبا هجائيا بأسماء الأعلام التي وردت بأعداد المجلة من المشاهير والأدباء والمفسرين والمجمعيين واللغويين والشرَّاح والملوك والأمراء والرحالة والجغرافيين والعلميين والشعراء والمؤرخين والفلاسفة والمستشرقين .. الخ, و أمام كل علم رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

2- كشاف الشخصيات المجمعية: وهو قائمة مرتبة ترتيبا هجائيا بالشخصيات المجمعية التي أتى ذكرها بالمجلة, وقد ذكر عن كل شخصية: ما قيل عنها في حفل الاستقبال, وما قيل عنها في حفل التأبين, والكلمات أو القصائد التي قيلت فيها, وكذلك ما قاله فيها خلفها, وأمام كل شخصية مجمعية رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

3 – كشاف المصطلحات: وهو قائمة مرتبة ترتيبا هجائيا بالمصطلحات والأسماء والفصائل اللغوية والألفاظ والمعاجم التي وردت في أعـداد المجلة وأمام كل مصطلح أو مدخل رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

4- كشاف الأشعار المجمعية: وهو قائمة بالأشعار التي كتبت من قبل المجمعيين أو الشعراء المجمعيـين, أو دارت حـول المجمع أو تناولت أعضاءه , وهي مرتبة ترتيبا زمنيا حسب ورودها في أعداد المجلة, وأمام كل منها رقم البطاقة داخل المتن.

5 – كشاف الكتب: هو قائمة مرتبة ترتيبا هجائيا, بأسماء الكتب أو المخطوطات أو الدواوين أو القصائد أو الجرائد أو المعاجم التي ورد ذكرها في أعداد المجلة, وأمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

6 – كشاف الأماكن: وهو قائمة بالأماكن والمدن والدول والجزر, التي ورد ذكرها في أعداد المجلة مرتبة ترتيبا هجائيا, وأمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

7- كشاف القرارات المجمعية: وهو قائمة بالقرارات المجمعية التي وردت في أعداد المجلة مرتبة ترتيبا زمنيا حسب تاريخ صدورها, وأمام كل قرار رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

8- كشاف القوانين: هو قائمة بالمراسيم واللوائح والقرارات الوزارية والجمهورية والقوانين التي وردت في أعداد المجلة, مرتبة ترتيبا زمنيا حسب تاريخ الصدور, وأمام كل منها رقم البطاقة أو البطاقات داخل المتن.

قواعد الترتيب الهجائي:

تهدف عملية تقنين قواعد ترتيب المداخل في القوائم إلى سرعة الوصول للمداخل المطلوبة, وبأقل جهد ممكن وإلا ستصبح العملية مضيعة للوقت, ولا يتم ذلك ما لم تتوفر قواعد مقننة وملزمة تطبق، ومن أهم هذه القواعد العامة:

- ترتب المداخل في القوائم طبقا للترتيب الهجائي الألفبائي المتعارف عليه, ولا يجب الخلط بين الترتيب الهجائي والترتيب الأبجدي الذي يستخدم غالبا في ترتيب الصفحات التمهيدية للكتب أو الدراسات أو البحوث.

الترتيب الهجائي: (أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي).

الترتيب الأبجدي: (أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ).

- ترتب المداخل كلمة بكلمة وليست حرفًا بحرف.

- ترتب التفريعات الخاصة برؤوس الموضوعات تحت رأس الموضوع الأساسي ترتيبا هجائيا, مثال:

الأدب العربي

الأدب العربي – جمعيات

الأدب العربي – دوائر المعارف

الأدب العربي – دوريات.

- ترتب الأعداد والأرقام طبقا لطريقة نطقها, أي طبقا للحروف التي تمثلها.

- لا تحتسب أداة التعريف (ال) في الترتيب الهجائي, أينما وجدت إن لم تكن أصلية, فتبقى رسمًا وتحذف حكمًا, مثال:

 (ال) تبقى رسما وتحذف حكما:

- السيد أحمد حسن

- الأمين محمد علي

- التحليل النفسي

- المعاجم اللغوية

 (ال) أصلية:

- إلهامي محمد فريد

- ألطاف سيد حسين

- ألم الغربة

- ألحان من السماء.

- تحتسب حروف الجر والعطف في الترتيب الهجائي وتبقى حكمًا ورسمًا.

- لا تحتسب جميع علامات الترقيم في الترتيب الهجائي.

- الهمزة المفردة تسبق الألف ولو كانت ممدودة.

- الهمزة المكتوبة على واو تعتبر واوًا وتأتي قبل الواو العادية.

- الهمزة المكتوبة على ياء تعتبر ياءً وتأتي قبل الياء العادية.

- التاء المربوطة تعتبر هاء مربوطة وتسبقها التاء المفتوحة.

- تحتسب كلمة (أبو) في الترتيب الهجائي أينما وجدت.

- كلمة (ابن) أو كلمة (بنت) تحتسب إذا جاءت في أول الاسم فقط.

- بالنسبة للأسماء القديمة يكون الترتيب باللقب أو الكنية أولا, ثم يتبعه بقية الاسم.

        وإنه من الواجب علينا أن نشير في مقدمة هذا الكشاف إلى ثلاثة أعمال علمية تخص مجلة مجمع اللغة العربية قد تتشابه مع عملنا هذا، وهي:

- كشافات مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة 1353 - 1399هـ ، 1935 - 1979م: للمجلدات (1-41) التي صنعها عبدالله أحمد محمد الجبوري، وهو أديب وشاعر، من أهل العراق، من مواليد عام 1939م، وقد حصل على شهادة الماجستير عام 1973م، ثم شهادة الدكتوراه عام 1976م، من كلية الآداب في جامعة بغداد، وهذا العمل يتناول (41) عددا فقط من مجلة مجمع اللغة العربية ولم يستوف فيه صانعه كل ما ورد في هذا الأعداد من معلومات بل ركز على الموضوعات الأساسية في المجلة.

- التراث المجمعي في خمسين عامًا، وقد وضعه الأستاذ إبراهيم الترزي الأمين العام لمجمع اللغة العربية عام 1984م، وقد أعيد طباعته عام 2007م بعنوان: "التراث المجمعي في خمسة وسبعين عاما بإشراف الأستاذ الدكتور كمال بشر نائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة في أثناء الاحتفال بالعيد الماسي لمجمع اللغة العربية.

وهذا العمل يتناول مسيرة العمل المجمعي منذ نشأته حتى عام 2006م من حيث تشكيله ولجانه وإجراءات العمل به، كما يتضمن فهرسا موضوعيا لعناوين البحوث التي نشرت بمجلة المجمع حتى سنة 2006م، ويتضمن كذلك فهرسًا خاصًا بالكلمات التي ألقيت في استقبال السادة أعضاء المجمع وتأبين الراحلين منهم في المدة الزمنية حتى عام 2006م.

- الفهرس الموضوعي للبحوث اللغوية المجمعية، الذي صنعه الأستاذ الدكتور محمد حسن عبد العزيز، عضو المجمع، وقد صدر هذا الفهرس عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2005م، وفيه ملخص للبحوث اللغوية التي نشرها المجمع في مطبوعاته منذ نشأ حتى سنة 2005م، حيث يضم الفهرس البحوث اللغوية المنشورة في (100) عدد من مجلة المجمع، والبحوث والمحاضرات المنشورة التي كانت تلقى في مؤتمرات المجمع من الدورة الخامسة والعشرين حتى الدورة الثالثة والأربعين، ومحاضر جلسات المجمع ومؤتمره وما أبدي فيها من آراء وتعليقات حول البحوث التي ألقيت في كل مجلس ومؤتمر.

أما عملنا هذا فهو يعد عملا موسوعيا متكاملا يرصد كل ما ورد في مجلة المجمع بطريقة علمية حسب ما تقضيه قواعد عمل الكشافات، ولعل هذا يتضح من الجزء الأول من هذا الكشاف والذي أسميناه "متن الكشاف"، فهو صورة مصغرة دقيقة لمجلة مجمع اللغة العربية، بالإضافة إلى تناوله كل أعداد مجلة المجمع، حيث يتناول هذا الإصدار المجلة من العدد الأول حتى العدد سبعة بعد المائة، وسيتناول الإصدار الثاني بمشيئة الله المجلة من العدد الثامن بعد المائة حتى آخر عدد صدر عن مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

إن الذي يطّلع على هذا الكشاف سيجد أنه في سياحة علمية رائعة في تاريخ مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وإنجازاته، وأعماله، ولن يمل من قراءته فهو ينتقل من قراءة إلى قراءة، فربما قرأ عن بحث في اللغة أعقبه بحث في الأدب، ثم جاء من بعده بحث ثالث في التاريخ أو الجغرافيا، ثم ينتقل إلى قراءة ما يصدر عن المجمع من قرارات ودراسات تتعلق بالألفاظ أو الأساليب، ثم كلمة في وداع عالِم واستقبال آخر،...إلخ.

نستطيع أن نقول بحق: إن مجلة المجمع هي مرآته الصادقة، وصورته الحية النابضة بحركته على مدار تاريخه.

 

هذا والحمد لله على تمام فضله وعظيم نعمته أن وفقنا لهذا العمل خدمة للغتنا العربية وتيسيرا للباحثين فيها، ونسأله أن يوفقنا لتمامه وأن يعيننا على إنجاز مشروعنا الكبير وهو عمل كشافات لكل مجلات المجامع اللغوية في وطننا العربي الكبير.

هذا الكتاب يجمع بحوثا لغوية قد تبدو متفرقة الموضوعات ولكنها في الحقيقة مترابطة في موضوعاتها ومتحدة في أهدافها؛ حيث إنها  تنتمي لمستويات الدرس اللغوي خاصة والفكر اللغوي عامة، فهي تبدأ ببحثين في المستوى الصوتي للغة؛ أحدهما يدرس اللام الشمسية واللام القمرية دراسة صوتية فونولوجية، حيث أظهر البحث حقيقة العلاقات الصوتية بين الأصوات التي تدغم فيها اللام سواء أكانت علاقة تماثل أم تجانس أم تقارب، وبين العلاقات الصوتية بين اللام والأصوات التي لا تدغم فيها والمبنية على علاقة التباعد.

 وثانيهما يدرس أثر الوعي بالنظائر الصوتية في تصحيح بعض عيوب النطق، حيث ظهر أن عددا من الأخطاء الصوتية ترجع إلى عدم الوعي بالنظائر الصوتية وهي الأصوات التي تتحد في مخرجها أو تتقارب فيه تقاربا شديدا وتختلف في صفة واحدة من صفاتها، ففصل البحث الحديث عن أنواع هذه النظائر، ورصد بعض الأخطاء التي ترجع إليها، وأنه يمكن التغلب على مثل هذه الأخطاء الصوتية وتداركها من خلال معرفة صفات الصوت معرفة جيدة والتدرب على نطقه منفردا وفي سياقاته المختلفة، والانتباه عند نطق كلمة تشتمل على صوت من أصوات النظائر.

ويأتي البحث الثالث في هذا الكتاب في إطار المستوى التركيبي بنظرة حديثة حيث يتحدث عن تراكيب المطاوعة في ضوء النظرية التداولية، ورصدنا لتراكيب المطاوعة في هذا البحث ثلاثة تراكيب، هي: تركيب المطاوعة المباشرة، وتركيب المطاوعة غير المباشرة، وتركيب المطاوعة المنقطع، وهو المصطلح الذي ارتضيناه لهذا النوع من تراكيب المطاوعة، ولقد أظهرت الدراسة التداولية أهمية هذه التراكيب ودلالاتها وما تحمله من معان مباشرة وغير مباشرة.

كما كشفت الدراسة تميز تراكيب المطاوعة عن غيرها من التراكيب الأخرى التي تتشابه معها، مثل: الصيرورة، والمغالبة، والتعدي واللزوم، والمبني للمجهول، والانعكاسية، فهذه التراكيب في دلالاتها ومعانيها لا يمكن أن تقوم بحال مقام تراكيب المطاوعة، التي لها خصوصيتها وتميزها من حيث التركيب والمعنى، كما أن لهذه التراكيب معان أخرى تحملها وتؤديها غير المعاني التي تؤديها تراكيب المطاوعة.

ويأتي البحث الرابع ليجمع بين المستويين التركيبي والدلالي، ليناقش قضية أثر تقدير المحذوف في تعدد المعنى، سواء أكان ذلك حذفا لمبتدأ أم خبر أم أحدهما، أو حذفا لفعل أم فاعل أم مفعول، أم حذفا لجملة كاملة، أم حذفا لمضاف أم حذفا لحرف جر، إذ يقبل التركيب أحيانا أكثر من تقدير للمحذوف بشرط انسجام التركيب اللغوي وصحته بناء على ما وضعه النحويون من قواعد لضبط اللغة، فيتغير المعنى تبعا للمقَّدر، ومن ثم يتعدد المعنى بتعدد التركيب، والدلالة على المحذوف يتكفل بها التركيب المنطوق، وانتماؤه إلى نموذج معين هو البنية الأساسية، والاعتماد على الموقف الكلامي أو المقام؛ إذ لا بد من الدلالة على ذلك المحذوف.

والبحث يعد نقطة التقاء بين النحو العربي، وعلم المعاني في البلاغة العربية، أو ما يمكن أن نسميه النحو العالي.

ويأتي البحث الخامس في هذا الكتاب ليعالج قضية لغوية خطيرة وهي تدريس النحو في الجامعات حيث تحدث البحث عن مفهوم النحو وغايته وهدفه، وما الذي يجب أن نتعلمه من النحو، وما الذي يجب ألا نتعلمه منه، والكيفية التي يجب أن يدرس بها النحو، لتحقق الهدف المنشود من وراء تدريسه.

 وتختم بحوث الكتاب بموضوع عن دراسة اللهجات؛ موضحا الرأي في سبب وجودها وتنوعها، ثم تحدثت عن فكرتين خادمتين لدراسة اللهجات كنت قد تقدمت بهما لمجمع اللغة العربية بالقاهرة فترة عملي خبيرا بلجنة اللهجات بالمجمع؛ الفكرة الأولى: ضرورة عمل معجم للألفاظ اللهجية في القرآن الكريم، والفكرة الثانية: ضرورة عمل أطلس لغوي للهجات العربية القديمة..  

 

والله أسال أن ينفع بهذا العمل لغة القرآن الكريم ودارسيها.

فن الكتابة للأطفال

بين النظرية والتطبيق

لأدب الأطفال فى عصرنا الحاضر مكانة كبيرة، بعد أن بلغ الاهتمام بالطفولة مبلغا عظيما، وأصبح ذلك الاهتمام سمة من سمات العصر الذى نعيش فيه.

«وهناك مسألة عامة تواجه أدب الأطفال فى كل مكان، وتشكل فى الوقت نفسه إحدى مشكلات الكتابة للأطفال، وهى أن أدب الأطفال بوصفه نوعا فنيا لا يزال جديدًا، لذا لم يكتسب خصائص عامة بعد، وقد هيأ هذا التفكير لكثير من الاجتهادات، والأحكام المتعسفة أن تطرح فى الساحة، وأن تلاقى بعض القبول لا لسبب إلا لأنها تبدو معقولة، مع كون أى أمر معقولاً لا يعنى أنه صحيح علميًّا؛ إذ لابد من أن يخضع للتحليل العلمى كى يتقرر فيما إذا كان صحيحًا، أو خاطئًا".

وتُعد مسألة اللغة التى يجب أن يقدم بها أدب الأطفال من أعقد مشكلات هذا المجال، فاللغة هى أداة الأدب، ولا يمكن أن يحقق الأدب هدفه المنشود إذا ضعفت أداته، وهذه اللغة التى يجب أن يقدم بها أدب الأطفال لها خصائص تميزها عن غيرها، بحيث تتفق مع الخصائص التى قررها علماء اللغة للغة عند الأطفال، فلغة الأطفال لها خصائصها الصوتية، والصرفية، والمعجمية، والتركيبية، والدلالية.

وإذا كان أدب الأطفال قد بدأ يأخذ مكانه فى عصرنا الحالى بوصفه ظاهرة فنية كبيرة، فلابد من دراسة تحليلية لغوية لهذا الأدب، حيث إن المكتبة العربية تكاد تخلو من مثل هذه الدراسة ، ومن هنا تأتى أهمية دراسة الظواهر اللغوية فى لغة أدب الأطفال.

ولا بد أن تكون الخصائص اللغوية لأدب الأطفال مبنية على خصائص لغة الطفل، وهذا ما يجعلنا نهتم بدراسة خصائص لغة الطفل، «لأننا نؤمن بأن لغة الطفل التى يتحدث بها هى الأساس الذى ينبغى أن يبنى عليه فى تعليمه القراءة والكتابة فى بداية مرحلة التعليم، ثم تأخذ المادة التى نصطنعها فى تعليمه بعد ذلك فى الترقى الوئيد حتى نبلغ من الفصحى ما نريد». فمما لا شك فيه أننا بحاجة إلى عمل قاموس لغوى - بل قواميس- للأطفال؛ ليستعين به المعلمون فى تعليم الأطفال القراءة والكتابة، وليستعين به الناشرون والمؤلفون لكتب الأطفال، وليستعين به أولئك الذين يقوِّمون ما يكتب للطفل.

إننى أريد بهذا الكتاب أن أضع بين يدى كُتَّاب أدب الأطفال فى عصرنا بعض الخصائص اللغوية لأدب الأطفال فى مجال المعجم، والصرف، والتراكيب؛ لتكون بمثابة الدليل الذى يسترشد به هؤلاء الكُتَّاب فى كتاباتهم، فليس كل من كتب كتابًا للطفل يصلح أن يكون كاتب أطفال، فإن كتب الأطفال ينبغى أن يكون لها خصائصها التى تميزها عن غيرها من حيث الشكل والموضوع واللغة.

 ولكى أقدم صورة متكاملة -إلى حد ما- عن لغة أدب الطفل، قمت بدراسة ثلاثة جوانب مهمة من الدراسات اللغوية فى أدب الطفل؛ وهى الدراسة المعجمية، والدراسة الصرفية، والدراسة التركيبية. ولعل ترتيب تناول هذه الجوانب الثلاثة مقصود لذاته، «ففى تقعيد اللغة العربية –شأنها فى ذلك شأن كل اللغات- لابد من الاستعانة لفهم التركيب أو بناء الجملة بذوق اللغة الخاص النابع من المعنى المعجمى والصيغى للكلمات، ومعنى السياق الخاص، والعام». والطفل يكتسب المفردات المعجمية بدلالاتها أولا قبل أن يفهم الصيغ الصرفية للكلمة، ويأتى اكتسابه للتركيب فى آخر مراحل الاكتساب اللغوى. ثم إن الصرف فى الوقت نفسه «يخدم النحو ويسهم فى توضيح مشكلاته وتفسيرها. والحق أن الرأى المعتمد عليه فى هذا الشأن يعد الصرف مقدمة للنحو، أو خطوة تمهيدية له. والصرف فى نظر أصحاب هذا الرأى الذى نأخذ به ليس غاية فى ذاته إنما هو وسيلة، وطريق من طرق دراسة التركيب، والنص اللذين يقوم بالنظر فيهما علم النحو».

ولما كان منهج البحث اللغوى الحديث يوجب علينا الالتزام بأمرين مهمين متلازمين، أولهما تحديد المستوى اللغوى للدراسة، وثانيهما تحديد البيئة اللغوية صاحبة المستوى المختار، وتحديد الفترة الزمنية التى تلف هذا المستوى فقد أجريت هذه الدراسة على أدب الطفل عند أحمد نجيب، وهو أحد الكُتَّاب النابهين فى هذا المجال، والذى نال أعلى أوسمة التقدير من مجتمعه فى فن الكتابة للأطفال، ولا يمكن أن تخلو مكتبة طفل فى العالم العربى من قصصه أو مؤلفاته.

 

  • Currently 9/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
4 تصويتات / 2596 مشاهدة

المتشابه اللفظى فى القرآن الكريم

رؤية فى التفسير من خلال اللغة والسياق

وجوه الإعجاز اللغوى فى القرآن الكريم كثيرة ومتعددة، وآيات المتشابه اللفظى فى القرآن تمثل أحد أوجه هذا الإعجاز، بما تنطوى عليه هذه الآيات من تراكيب لغوية متنوعة ومتسقة مع سياقاتها أحسن اتساق.

ومن ثم فإن دراسة هذه الآيات دراسة لغوية فى ضوء نظرية السياق يكشف الكثير من أسرار هذا التشابه، ويضع أيدينا على حقيقة مهمة فى فهم النصوص اللغوية، وهى أن النصوص اللغوية لا يمكن فهمها فهما صحيحا وإدراك كل ما تقصده من معان ودلالات إلا بإدراك جميع عناصر المسرح اللغوى، وأقصد بالمسرح اللغوى هنا التركيب اللغوى (السياق اللغوى أو سياق المقال)، وسياق الحال (المقام)، فمن المعلوم أن السياق له دوره البارز فى تحديد المعانى اللغوية ألفاظا كانت أم جملا أم عبارات، فتحليل الوظائف اللغوية على مستوى الأصوات والصرف والنحو، وتعرف العلاقات العرفية بين المفردات على مستوى المعجم ليس غاية المطاف للوصول إلى الفهم الدلالى التام للأحداث اللغوية؛ لأن الوصول إلى الفهم التام للمعنى لا يتم إلا بدراسة النص بوصفه بنية متكاملة، ونظرية السياق تربط كل هذه المستويات بإطارها السياقى العام بكل ما فيه للوصول إلى الدلالة الكاملة، والفهم الكامل، وعلى هذا فإن نظرية السياق أساس فى التحليل اللغوى؛ لأن التحليل اللغوى للنص أو الكلام لا يعطينا إلا المعنى الحرفى أو معنى ظاهر النص، وهو معنى فارغ تماما من محتواه الاجتماعى والتاريخى، ومنعزل عن كل ما يحيط بالنص من القرائن التى تحدد المعنى.

وآيات المتشابه اللفظى فى القرآن أصدق مثال على إيضاح هذه الفكرة، فبعض هذه الآيات تتشابه فى تركيبها اللغوى تشابها تاما، وبعضها يتشابه مع اختلاف كلمة (اسم، أو فعل، أو حرف)، وبعضها يتشابه مع وجود زيادة أو نقص، وبعضها يتشابه مع وجود تقديم أو تأخير فى التركيب، إلى غيرها من وجوه الاختلاف بين المتشابهات، فإذا نظرنا إلى التركيب اللغوى وحده فى مثل هذه الآيات المتشابهة بمعزل عن سياق الحال (المقام)، فقد يصعب علينا فهم الدلالة الكاملة والمرامى المتعددة للنص، وقد نرجع هذا الاختلاف بين المتشابهات إلى الوجوه البلاغية فقط، وهى غالبا ما تظهر لنا جمالا ظاهريا فى النص، وربما كان هذا الجمال البلاغى ليس المقصود الأساسى لهذا التركيب، فمثلا: إذا نظرنا إلى آيتين من الآيات المتشابهة اختلفتا فيما بينهما بزيادة كلمة فى آية عن أخرى، فإننا غالبا ما نقول عند الزيادة فى الآية الأولى: إن وجود هذه الكلمة يزيد المعنى ويوضحه، ونقول عند نقصها فى الآية الأخرى: إن نقص الكلمة يفيد الإيجاز والاختصار، وقد يكون هذا الكلام مقبولا من الناحية الشكلية، ولكن المقصود أعمق من ذلك بكثير، لأننا لو نظرنا إلى سياق الحال الذى يلف كل تركيب على حده لوجدنا أن هذا السياق يتطلب تركيبا لغويا بعينه وأى زيادة أو نقص فيه سوف يخرج هذا التركيب عن الحقيقة البلاغية الكبرى التى تقول: "البلاغة هى إيراد الكلام بحسب مقتضى الحال"، أو "لكل مقام مقال".

وما أروع ما ذكره الزمخشرى فى تفسيره لقول الله تعالى فى سورة الذاريات: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)، للدلالة على إيضاح هذه الفكرة السابقة، وهى دراسة النص بوصفه بنية متكاملة؛ لكشف ما فيه من معان ودلالات، حيث ذكر أن رجلا من الأعراب لما سمع هذه الآية صاح، وقال: يا سبحان الله، من ذا الذى أغضب الجليل حتى حلف، لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين، قالها ثلاثا، وخرجت معها نفسه.

إن الانصراف إلى المعانى المحدودة التى تفيدها التراكيب أو عناصرها بعيدا عن سياقاتها يؤدى بالضرورة إلى نقص فى الفهم؛ لأن الفوارق بين هذه المعانى غالبا ما تكون غير واضحة، ويؤكد هذا ما ذكره عبد القاهر الجرجانى، فى دلائل الإعجاز "عن ابن الأنبارى أنه قال: ركب الكندى المتفلسف إلى أبى العباس، وقال له: إنى لأجد فى كلام العرب حشوا! فقال له أبو العباس: فى أى موضع وجدت ذلك؟ فقال: أجد العرب يقولون: (عبدالله قائم)، ثم يقولون: (إن عبدالله قائم)، ثم يقولون: (إن عبدالله لقائم)، فالألفاظ متكررة والمعنى واحد، فقال أبو العباس: بل المعانى مختلفة لاختلاف الألفاظ، فقولهم: (عبدالله قائم)، إخبار عن قيامه، وقولهم: (إن عبد الله قائم)، جواب عن سؤال سائل، وقوله: (إن عبد الله لقائم) جواب عن إنكار منكر قيامه، فقد تكررت الألفاظ لتكرر المعانى، قال: فما أحار المتفلسف جوابا".

ومن الإشارات المبكرة لدلالة التركيب على بعض عناصر المقام الذى يستخدم فيه حديث سيبويه عن دلالة تقديم الفاعل أو المفعول على أن المقدم منهما هو موضع الاهتمام فالعرب كما يقول: " يقدمون الذى بيانه أهم لهم وهم بشأنه أعنى، وإن كانا جميعا يُهِمَّانِهم ويَعنِيانهم".

ومن ثم فسوف تقوم هذه الدراسة على إبراز هذه الفكرة العامة من خلال رصد التشابه بين آيات القرآن الكريم وأوجه الاتفاق أو الاختلاف بين هذه الآيات، وبيان علاقة كل تركيب بالسياق العام الذى يحكمه، وسوف يتم هذا الأمر فى إطار عدد من الضوابط العامة، هى:

·        رصد التشابه من خلال جمل تامة المعنى، فالجملة هى أصغر وحدة تركيبية ذات معنى، وقد تكون هذه الجملة آية كاملة أو أكثر من آية أو بعض آية، وهذا الضابط يخرج من هذه الدراسة التشابه على مستوى المفردات، أو العبارات والتراكيب غير المستقلة، مثل: (وإذ قال موسى لقومه...) فقد تكررت خمس مرات أو أكثر، وقوله: (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا...)،... وهكذا. ويراعى كذلك اكتمال الموضوع فى موضع التشابه، ولذلك لا تدرس الآية القرآنية (هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (التوبة:33، والصف: 9) منفردة فى المتشابه التام، وإنما تدرس مع سابقتها فى كلتا السورتين، فهى فى التوبة: (يُرِيدُونَ أَن يُّطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُّتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). وفى الصف: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). ولذلك سوف أدرسها فى المتشابه على مستوى التركيب.

·        بعض المواضع المتشابهة قد تشتمل على أكثر من وجه من وجوه الاختلاف، وطبيعة الدراسة تقتضى إبراز كل هذه الوجوه؛ لمعرفة أثر السياق فى هذا الاختلاف، ولكن ضرورة التصنيف تقتضى وضع الآية تحت عنوان واحد، وسيكون اختيار العنوان الذى توضع تحته الآية مرتبطا بأبرز وجوه الاختلاف فى الآية.

·        سيكون الاعتماد فى إبراز سياق الحال الذى يلف الآيات على خمسة مصادر: أسباب نزول الآيات، المضمون العام للسورة التى تضمنت الآية محل الدراسة، علاقة الآية بما قبلها أو بعدها من آيات، زمن نزول السور، ومكان نزول السور.

·        ليس الغرض من هذه الدراسة أن تقدم تحليلا أو تفسيرا لكل ما ورد فى القرآن الكريم من آيات المتشابه اللفظى، وإنما الغرض منها أن تضع إطارا عاما لكيفية التحليل اللغوى فى ضوء سياق النص، ومن ثم فسوف أكتفى بتقديم عدة نماذج لكل صورة من صور التشابه، فهذا أمر فيه الكفاية وإلا فالاستقصاء بعيد المنال، وإن كان هذا النهج لا يمنع من أننى سأقدم كشافا تفصليا لكثير من مواضع الآيات المتشابهة فى القرآن الكريم.

·        سوف أستقى معظم مواد هذا البحث من كتب اللغة والتفسير والإعجاز والبلاغة؛ للوصول إلى نمط تحليلى متكامل.

·        ربما أعتمد فى كثير من المواضع على الحس اللغوى والتذوق البلاغى للكشف عن دلالات بعض الآيات وخاصة عندما أستشعر شيئا يمكن أن يضاف إلى ما قاله السابقون لإبراز ما فى هذه الآيات من جوانب دلالية متعددة.

ولا شك أن هذه الدراسة تنبع أهميتها من طبيعة موضوعها الذى يتعلق بجانب مهم من جوانب الإعجاز القرآنى ومحاولة الكشف عن هذا الجانب من خلال إجراء هذه الدراسة فى ضوء نظرية من نظريات البحث اللغوى الحديث، هذا بالإضافة إلى أن الدراسة سوف تكشف لنا عدة جوانب ترتبط بالموضوع، وهى:

1)    التركيب اللغوى للآيات.

2)    الفهم التام لدلالة هذه الآيات.

3)    الكشف عن مدى ارتباط فهم الآيات بأسباب نزولها.

4)    العلاقة المباشرة بين معنى الآية وسياقها الذى وردت فيه.

5)    المقارنة بين الآيات المتشابهة وبيان الفوارق بينها من الناحية اللغوية التركيبية والناحية السياقية.

ولعل وراء هذه الدراسة أهدافا أخرى ترتبط بالفكر اللغوى العربى بعامة، مثل:

6)    دراسة التفكير اللغوى فى تراثنا العربى فى ضوء علم اللغة الحديث من أجل الإسهام فى صياغة نظرية لغوية عربية متكاملة.

7)    الإبانة عن سبق اللغويين العرب ومفسرى القرآن فى فهم فكرتى المقال والمقام.

هذا وقد قسمت الدراسة على النحو التالى:

·        مقدمة

·        تمهيد: وتحدثت فيه عن معنى المتشابه اللفظى، وأنواعه، وأهم ما كتب فيه. ثم تحدثت عن الخطوط العامة لنظرية السياق، وعناصر سياق الحال، والعلاقة بين التفسير والسياق.

·        الفصل الأول: آيات المتشابه التام

وتحدثت فى هذا الفصل عن الآيات أو التراكيب التى تكررت مرة أو أكثر بتركيبها اللغوى دون أى تغيير من نوع ما.

·        الفصل الثانى: المتشابه المختلف فى إبدال كلمة

وتحدثت فى هذا الفصل عن الآيات التى تشابهت تماما واختلفت فى كلمة واحدة، سواء أكانت هذه الكلمة اسما أم فعلا أم حرفا. ولكنى سأقتصر فى هذا الفصل على نوعين فقط من الإبدال، وهما: إبدال حرف مكان حرف، وإبدال كلمة بأخرى، مكتفيا من هذا النوع، بإيراد النماذج التى اختلفت فيها الكلمتان فى الأصل والمعنى، مثل: (انفجرت – انبجست)، أو كانت إحدى الكلمتين اسما، والأخرى فعلا، مثل: (مخرج – يخرج).

·        الفصل الثالث: المتشابه المختلف فى أحوال الاسم

وفى هذا الفصل أقوم بدراسة تغير أحوال الاسم فى الآيات المتشابهة وعلاقة هذا التغير بالسياق المصاحب للكلمة ولجملتها.

·        الفصل الرابع: المتشابه المختلف فى أحوال الفعل

وفى هذا الفصل أقوم بدراسة تغير أحوال الفعل فى الآيات المتشابهة وعلاقة هذا التغير بالسياق المصاحب للفعل ولجملته.

·        الفصل الخامس: المتشابه المختلف فى زيادة أو حذف

وفى هذا الفصل أقوم بدراسة الآيات التى تتشابه فيما بينها بزيادة كلمة فى التركيب وحذفها من التركيب الآخر، وما يترتب على الزيادة أو الحذف من معنى، وموافقة للسياق.

·        الفصل السادس: المتشابه المختلف فى تقديم أو تأخير.

وفى هذا الفصل أقوم بدراسة التراكيب التى تشابهت فيما بينها ولكنها اختلفت بتقديم أو تأخير بين بعض مفردات التركيب، وما يترتب على ذلك من تغير فى المعنى، ومناسبة للسياق.

·        ثم خاتمة البحث، وأهم النتائج التى تم التوصل إليها.

وفى نهاية البحث قائمة بأهم المصادر والمراجع التى اعتمدت الدراسة عليها.

 

 

إعراب القرآن الكريم

لا شك أن أفضل علم صُرفت إليه الهمم، وتعبت فيه الخواطر، وسارع إليه ذوو العقول علم كتاب الله تعالى؛ إذ هو الصراط المستقيم، والدين المبين، والحبل المتين، والحق المنير.

ومن أعظم ما يجب على طالب علوم القرآن الراغب في تجويد ألفاظه، وفهم معانيه، ومعرفة قراءاته ولغاته، معرفة إعرابه، والوقوف على تصرف حركاته وسواكنه ليكون بذلك سالما من اللحن فيه مطلعا على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات متفهما لما أراد الله به من عباده؛ إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني، وينجلي الإشكال فتظهر الفوائد ويفهم الخطاب، وتصح معرفة حقيقة المراد، ومن الأقوال الشائعة في هذا الشأن: الإعراب فرع المعنى؛ ومن يجلى لنا إعرابه يكشف لنا عن معان فيه.

وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلحن في كلامه فقال: " أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل "، وروى أيضًا أن أحد ولاة عمر -رضي الله عنه- كتب إليه كتاباً لحن فيه، فكتب إليه عمر: أن قنع كاتبك سوطاً، وروى من حديث علي رضي الله عنه مع الأعرابي الذي أقرأه المقرئ: " أن الله برئ من المشركين ورسولِه " ، حتى قال الأعرابي: برئت من رسول الله، فأنكر ذلك علي – رضي الله عنه-، ورسم لأبي الأسود من عمل النحو ما رسمه.

وعد السيوطي - في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"- الإعرابَ أحدَ علوم القرآن المهمة، فقال: "النوع الحادي والأربعون: في معرفة إعرابه"

وأقتطف هنا بعض ما قاله السيوطي في بيان أهمية هذا العلم: "ومن فوائد هذا النوع معرفة المعنى، لأن الإعراب يميز المعاني ويوقف على أغراض المتكلمين. أخرج أبو عبيد في فضائله عن عمر بن الخطاب قال: تعلموا اللحن والفرائض والسنن كما تعلمون القرآن. وأخرج عن يحيى بن عتيق قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته، قال: حسن يا ابن أخي فتعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيي بوجهها فيهلك فيها. وعلى الناظر في كتاب الله تعالى الكاشف عن أسراره النظر في الكلمة وصيغتها ومحلها ككونها مبتدأً أو خبراً أو فاعلاً أو مفعولاً أوفي مبادئ الكلام أو في جواب إلى غير ذلك"

وذكر السيوطي بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند إعراب القرآن فقال:

"ويجب عليه مراعاة أمور:

 أحدها: وهو أول واجب عليه أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفرداً أو مركباً قبل الإعراب فإنه فرع المعنى... قال ابن هشام: وقد زلت أقدام كثير من المعربين راعوا في الإرعاب ظاهر اللفظ ولم ينظروا في موجب المعنى.

 الثاني: أن يراعي ما تقتضيه الصناعة، فربما راعى المعرب وجهًا صحيحًا ولا نظر في صحته في الصناعة فيخطئ.

الثالث: أن يكون مليًّا بالعربية (أي: عالما بها) لئلا يخرج على ما لم يثبت.

الرابع: أن يتجنب الأمور البعيدة والأوجه الضعيفة واللغات الشاذة، ويخرج على القريب والقوي الفصيح، فإن لم يظهر فيه إلا الوجه البعيد فله عذر، وإن ذكر الجميع لقصد الإعراب والتكثير فصعب شديد، ولبيان المحتمل وتدريب الطالب فحسن في غير ألفاظ القرآن. أما التنزيل فلا يجوز أن يخرج إلا على ما يغلب عليه الظن إرادته، فإن لم يغلب شيء فليذكر الأوجه المحتملة من غير تعسف.

الخامس: أن يستوفي جميع ما يحتمله اللفظ من الأوجه الظاهرة.

 السادس: أن يراعي الشروط المختلفة بحسب الأبواب، ومتى لم يتأملها اختلطت عليه الأبواب والشرائط.

السابع: أن يراعي في كل ترتيب ما يشاكله، فربما خرج كلامًا على شيء ويشهد استعمال آخر في نظير ذلك الموضع بخلافه.

 الثامن: أنه يراعي الرسم.

التاسع: أن يتأمل عند ورود المشتبهات.

العاشر: أن لا يخرج على خلاف الأصل أو خلاف الظاهر بغير مقتض.

الحادي عشر: أن يبحث عن الأصلي والزائد (يقصد في بنية الكلمة).

لكل ما سبق كان من أحلامي الكبرى أن أضع إعرابا مبسطا للقرآن الكريم مختصرا وكاملا بحيث تعرب كل كلمة فيه، وأن يكون الإعراب على هامش صفحة المصحف الشريف وفى الصفحة المقابلة لها فيسهل حمل الكتاب إلى كل مكان ويكون رفيقا لكل من يريد معرفة إعراب القرآن فيكون مع المدرس فى مدرسته والطالب في جامعته ويكون رفيقا للأستاذ يعود إليه متى شاء، فخرج الإعراب بفضل الله وبركاته في طبعة رائعة قامت على إخراجها ونشرها دار الصحوة في القاهرة (بارك الله لأصحابها).

وأسأل الله سبحانه أن ينفع بهذا العمل وأن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه بجهد.

وهذا رابط لتحميل الكتاب 

https://ia902708.us.archive.org/29/items/tgnv5/tgnv5.pdf

 

  • Currently 29/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 3313 مشاهدة

اللغة العربية: الأساسيات والمهارات

هذا الكتاب يقدم أساسيات اللغة العربية ومهاراتها لكل من يريد أن يتعلم اللغة العربية من طلاب الجامعات بمختلف تخصصاتهم، والإعلاميين والإذاعيين، بطريقة سهلة ميسرة تطبيقية.

ولقد راعينا فى هذا الكتاب التعامل مع اللغة من خلال المهارات الأساسية لاكتسابها: مهارة الكلام، ومهارة الاستماع، ومهارة الكتابة، ومهارة القراءة، مع الاعتماد على المستويات الأساسية للغة، وهى: المستوى الصوتى، والمستوى الصرفى، والمستوى التركيبى، والمستوى الدلالى.

وبذلك يكون الكتاب جديدا فى طريقة تقديمه للغة، ولاشك أن هذه الطريقة هى خبرة سنوات عشتها فى تدريس اللغة العربية وتقديمها لمستويات متعددة من الدارسين، بالإضافة إلى قناعتى الشخصية بضرورة التعامل مع اللغة بصورة متكاملة بدلا من حصرها فى النحو فقط.

ولذلك يزداد اعتزازى بهذا الكتاب، لأنه يرسم الطريق الصحيحة للسباحة فى بحور اللغة وفهمها.

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 806 مشاهدة

« قطر الندى وبلُّ الصدى » هو أحد متون النحو النثرية، وهو متنٌ جليلُ الشأنِ عظيمُ الفائدةِ. ولقد ذكر فيه ابن هشام الموضوعات الأساسية التي يحتاج إليها متعلم النحو، ولكن ابن هشام خشي أن يأتي أحدٌ بعده فيشوِّه عمله، ويشرحه شرحًا يخرجه عن الهدف النبيل الذي وضع من أجله؛ ولذلك قدم شرحًا موجزًا مختصرًا لقطر الندى، يفسر ما فيه من غموض، ويوضح ما يحتاج إلى توضيح، دون إسهاب مملٍّ، أو اختصار مخلٍّ.

وكما كان الهدف واضحًا في ذهن ابن هشام، وهو يضع متنه وشرحه، كان الهدف أشد وضوحًا في ذهننا ونحن نقدم لهذا الشرح؛ حيث علقنا على الكتاب في المواضع التي تحتاج إلى تعليق، وفسرنا ما يحتاج إلى تفسير، وأوضحنا دور هذا الكتاب، وصنفنا مكانته من كتب النحو في دقةٍ وشمولٍ.

فخرج الشرح كاشفًا لما غمض من معنى ومتممًا لما كان من فائدة، كافٍ لمن اقتصر عليه، وافٍ لمن جنح من طلاب العربية إليه.

فقد فصل القول في بعض المسائل تفصيلًا لا يوجد في المطولات. فهو نافع للمستقصي والمبتدئ.

 (الكتاب ضبط وتعليق الدكتور محمد القاضى)

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 912 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2011 بواسطة mohamedalkady

حوى ما لا يسع الأديب جهله ولا غنى عنه لمن يريد بعض التوسع في القواعد العربية؛ فهو يشتمل على ما تدعو إليه حاجتهما من قواعد وفوائد؛ فقد جاء جامعًا صحيحًا يقرب القواعد من أفهام المتعلمين ويضع العناء عن المعلمين؛ شاملًا دقيقًا في التقسيم والأبواب.

وفي هذه الطبعة المحققة، جاءت النصوص موثقة، والفكرة المختصرة مفصلة، وما يحتاج إلى تعليق من مسائل معلقًا عليه، إضافة إلى ضبط الشواهد وتخريجها وتحليل الجملة (في الشواهد) والعلاقات بين مفرداتها، مع إضافة تدريبات نحوية لتتمكن القاعدة من الأفهام، وتثبت بالتدريب والممارسة، فيستقيم اللسان، وينبري القلم وتشحذ الأذهان.

وقد ذاع صيت هذا الكتاب في المكتبة النحوية العربية لاتصافه بسهولة العرض وتيسير علم النحو على المتلقي.

(الكتاب ضبط وتعليق: د. منصور عبد السميع، د. ثناء محمد سالم، د. محمد محمود القاضى)

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 805 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2011 بواسطة mohamedalkady

·        المتشابه اللفظي في القرآن رؤية فى التفسير من خلال اللغة والسياق. دار الصحوة، القاهرة، 2008م

·        فن الكتابة للأطفال بين النظرية والتطبيق. دار الصحوة، القاهرة، 2008م

·        اللغة العربية: الأساسيات والمهارات، دار الصحوة، القاهرة، 2009م

·        جامع الدروس العربية (ضبط وتعليق) بالاشتراك ، دار السلام 2010م

·        شرح قطر الندى، ضبط وتعليق، دار السلام، 2010م

·        إعراب القرآن الكريم على هامش المصحف الشريف، دار الصحوة، 2010

.   من ثمرات الفكر اللغوي ، دار الصحوة، القاهرة ، 2014م

 

 

الدكتور/ محمد محمود القاضي

mohamedalkady
موقع شخصي يهتم صاحبه باللغة العربية ودراساتها، والثقافة الإسلامية، والثقافة العامة، والتأليف للطفل. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

230,780