د. نصرالدين عبدالله السني

يهتم الموقع بالدراسات التربوية والإجتماعية

قسم المقالات

edit

يمثل النشاط عنصراً أساسياً من عناصر المناهج ويقصد به الجهد العقلي أو البدني الذي يبذله المتعلم أو المعلم من أجل بلوغ هدف ما وهو بحاجة تقويم ومعرفة مدي نجاحه في تحقيق الهدف المراد بلوغه (طه على حسين الدليمي, 2008م,ص96).

كذلك عرف النشاط المدرسي بأنه أنماط من السلوك الحر المنظم يمارسه الطالب تلقائياً خارج الحصص المقررة للمواد الدراسية ويوجهها القائمون على العملية التربوية والتعليمية بما يخدمها ويحقق نمو المتعلم (محمد مصطفى زيدان, 1982م,ص27).

نشأة وتطور النشاط:

في صدر الإسلام اعتمد الرسول صلي الله عليه وسلم النشاط والممارسة العملية كأسلوب تربوي وكان على شكلين هما:

نشاط ترويحي يجدد العزم ويزيل الكآبة, وكان هذا النشاط عفوياً بريئاً بعيداً عن كل محرم, مثل الاحتفال بالعيدين والزواج.

وكذلك الإرتجاز عندما يكون المسلمون في عمل جماعي كحفر الخندق, وهو نشاط تعليمي تعبدي كانت غايته التهذيب(عبد الرحمن النحلاوي, 1983م,ص170).

لم يكن مصطلح النشاطات التعليمية ولا مصطلح الخبرات التعليمية معروفاً في الميدان التربوي قبل بداية القرن العشرين بل كان هناك عدداً من المصطلحات المستخدمة مثل المحفوظات والتمارين والواجبات الأمثلة والمسائل وغير ذلك إلى ما يشير إلى مهام التلاميذ التي عليهم أن يقوموا بها.

ولكن مع تقدم علم النفس وظهور آراء تربوية جديدة صار لنشاطات المتعلمين أهمية كبيرة في العملية التعليمية مع حلول العقد الثاني من القرن الحالي بدأت تظهر عناصر جديدة في المنهج تصف عناصر الموقف التعليمي بشكل دقيق وتحدد النشاطات التعليمية التي على التلاميذ أن يقوموا بها لكي يتفاعلوا إيجابياً مع محتوى المقرر(وليد عبد اللطيف هوانة, 1978م,ص180).

التراث الإسلامي في التربية يهتم اهتماما كبيراً بتربية الفرد وبحقه في الاعتماد على فكره وجهده الذاتي في التعلم فالفرد هو المبدع المبتكر وله مسئولية نحو مجتمعه الذي يقوم على أساس التعاون والتكامل(حسن عبد الرحمن, ب.ت,ص171).

كذلك يذكر حسن عبد الرحمن أن السلف اهتموا بالنشاط المدرسي نذكر منهم على سبيل المثال على بن محمد القابسي والذي نشأ بقابس بتونس 324ﻫ والذي كان فقيها وعالما بأمور الدين واتبع في بحث العلوم الاجتماعية طرق هي                         (حسن عبد الرحمن.ب.ت,ص176).

1.    طريقة الاستقراء التي تبدأ بالمشاهدة وتنتهي يتكثيف القوانين.

2.    منهج علم النفس الذي يعتمد على الاستقراء والتأمل الباطني.

3.    المنهج القياسي لاستخراج النتائج من المقدمات التي تحصل عليها بالطريقتين السابقتين.

 أما التربية القديمة لم تهمل جانب النشاط, فإلي الهند حمل الغزاة عبر الغزوات الآرية كتاب الغيداء وذلك في القرن الخامس عشر قبل الميلاد الغيداء تعني العلم عن طريق الدين بكل ما هو مجهول وقد احتوى علي الأناشيد والطقوس للضحايا والقرابين والتعاويذ السحرية والأوراد (سعد مرسي احمد, 1983م,ص85).

أما العرب قبل الإسلام فقد كانت لهم معرفة الأثر والأنساب والأنواء حيث اعتمدوا على رمال الصحراء, ومراقبة النجوم في السماء, للتعرف على أوقات نزول المطر, وظهر الاهتمام بهذه الأنشطة بحكم بيئة العرب الصحراوية كما كان للعرب اهتمام بالشعر والأدب والخطابة والمناظرة وذلك بحكم فصاحتهم كما كان للعرب اهتمام بضروب الفروسية(حسن إبراهيم حسن,1967م,ص96).

الإغريق اهتموا في تربيتهم القديمة أيضاً بالنشاط التربوي حيث كانت تنتشر الأنشطة مثل الموسيقى والرياضة البدنية والمناظرة وغيرها, حيث الكل يعلم أن الإغريق لهم باع طويل في هذا المجال.

نصر السني

nasr1234567
نصر السني مهتم وباحث في الدراسات التربوية والإجتماعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

31,213